أخبارالعالم

إمام مسجد كيني يثير جدلًا بدعوته إلى تقديم دعم الفقراء على تكرار الحج والعمرة

في خطوة وُصفت بالجريئة وصاحبة بعد ضميري واجتماعي، دعا الشيخ محمد عبدي أومال، إمام المسجد المركزي في مدينة إيستلي الكينية، المسلمين إلى إعادة التفكير في أولويات إنفاق أموالهم، معتبرًا أن تكرار أداء الحج والعمرة لا ينبغي أن يتقدم على تلبية احتياجات الفقراء والمحتاجين.
وخلال خطبة الجمعة التي لقيت تفاعلًا واسعًا داخل كينيا وخارجها، قال الشيخ إنه لم يؤدِ فريضة الحج أو العمرة منذ سبع سنوات رغم قدرته المالية، مفضلًا إنفاق تلك الأموال في دعم تعليم القرآن الكريم بالقرى النائية، وتوفير الغذاء والمأوى للفقراء، معتبرًا أن هذا النهج “أقرب إلى جوهر الإسلام”.
وشدد الشيخ على أن “الإسلام دين إنساني قبل أن يكون طقوسيًا”، وأضاف: “ما يحتاجه شعبنا هو الخبز والتعليم، لا صور الكعبة على هواتفنا”، في إشارة إلى انتشار مظاهر التفاخر على وسائل التواصل الاجتماعي بمن أدوا الحج أو العمرة مرارًا.
ودعا أومال المسلمين الميسورين إلى التفكير بروح المسؤولية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها ملايين المسلمين حول العالم، مؤكدًا أن الحج فريضة تؤدى مرة واحدة، وما زاد على ذلك تطوع يمكن أن يُوجَّه لخدمة المجتمع.
وقد استشهد في خطبته بنصوص شرعية توضح أن تكرار الحج ليس واجبًا، مشيرًا إلى أن إنقاذ حياة إنسان أو تعليم طفل قد يكون في ميزان الله أعظم من نوافل يمكن استبدالها بخدمة الناس.
أثارت تصريحات الشيخ موجة جدل واسعة، حيث اعتبرها بعض المراقبين دعوة صادقة لإعادة ترتيب الأولويات وتقديم الدعم الإنساني على المظاهر، في حين رأى فيها آخرون تقليلاً من شأن شعائر عظيمة، مؤكدين أن الأمر يجب لا أن يُفهم كتناقض بين الشعائر والواجبات الاجتماعية.
ورغم الجدل، أكد الشيخ محمد عبدي أومال تمسكه بموقفه، قائلًا إن “الإسلام لا يطلب منا أن نكرّر ما أديناه من شعائر على حساب من يتضورون جوعًا بجوارنا”، داعيًا إلى فهم الدين بروح تتجاوز الشكل إلى المضمون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى