أخبارأوروبا

استطلاع: معارضة المسلمين في بريطانيا لقانون “الموت الرحيم” وجدل من الدين في النقاشات التشريعية

في تطوّر لافت يعكس عمق التباين الديني والأخلاقي في المجتمع البريطاني، أظهر استطلاع حديث أجرته شركة “سافانتا” أن المسلمين في إنكلترا وويلز هم الأقل دعمًا لمشروع قانون “الموت الرحيم” الذي تقدّمت به النائبة كيم ليدبيتر، مقارنةً بالمسيحيين وغير المتدينين.
الاستطلاع، الذي شمل أكثر من 4500 شخص، كشف أن 34% فقط من المسلمين أبدوا تأييدهم لمشروع القانون المثير للجدل، في مقابل 64% من المسيحيين، و69% من غير المسلمين. النتائج أثارت نقاشًا واسعًا بشأن مدى تمثيل النقاشات البرلمانية لأصوات المجتمعات الدينية، وسط تصاعد القلق من تغوّل الرؤية العلمانية على حساب التعددية الثقافية والدينية.
الدراسة، وهي الأولى من نوعها التي تستطلع رأي المسلمين البريطانيين بشكل مباشر في هذا الموضوع، جرى إعدادها بتكليف من منصة “هايفن” الإعلامية الإسلامية. وقد علّق رئيس تحرير المنصة، برهان وزير، قائلاً: “إذا تجاهلنا الحساسية الدينية والأخلاقية لدى المجتمعات، فإننا لا نصنع تشريعًا، بل نؤسس للتمييز.”
ويرى مراقبون أن الرفض الإسلامي الواسع لمشروع القانون لا يعود فقط إلى خلفيات دينية، بل ينبع أيضًا من تصوّر مختلف لمعاني الكرامة الإنسانية والمصير، مفاهيم قد تتعارض مع فكرة “الرحمة القانونية” التي يطرحها مشروع القانون كتبرير للسماح بإنهاء حياة المرضى الميؤوس من شفائهم.
ومع اقتراب البرلمان البريطاني من مناقشة مشروع القانون خلال الأشهر المقبلة، من المتوقع أن يعيد هذا الاستطلاع ترتيب أولويات النقاش العام، ويضع المشرّعين أمام مسؤولية أخلاقية معقّدة، حول ما إذا كان من الممكن تمرير قانون مصيري كهذا دون إشراك فعلي ومتوازن لصوت الأقليات الدينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى