معبد هندوسي يعتذر للمسلمين بعد خطاب كراهية أطلقه نائب عن حزب بهاراتيا جاناتا في احتفال ديني بكارناتاكا

تحت ضغط الغضب الشعبي وتنامي الوعي بخطورة التحريض الطائفي، أصدرت مؤسسة تابعة لمعبد هندوسي في ولاية كارناتاكا الهندية، اعتذارًا علنيًا للجالية المسلمة، عقب تصريحات مسيئة أطلقها عضو في الجمعية التشريعية عن حزب بهاراتيا جاناتا (BJP) خلال مناسبة دينية.
الحادثة وقعت في الثالث من أيار داخل معبد جوبالاكريشنا بقرية تيكار، أثناء احتفالات مهرجان “براهماكالاشوتسافا”، حيث صعد النائب هاريش بونجا إلى المنصة ووجه اتهامات علنية للمسلمين بإتلاف أنابيب الإضاءة الخاصة بالفعالية، متسائلًا بازدراء أمام الحضور: “لماذا دعوتم المسلمين؟ ما حاجتنا للذهاب إلى المسجد وتقديم دعوة؟ نحن هندوس ويجب أن نظل كذلك”، حسب ما أظهره تسجيل مصوّر انتشر على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وجاء خطاب بونجا في وقت حساس، بعد توتر طائفي أعقب جريمتي قتل في مدينة مانجالورو، ما أثار قلقًا متزايدًا من احتمال تصاعد التوترات الدينية في منطقة داكشينا كانادا.
وفي رد فعل سريع، تقدمت جمعية أوكوتا الإسلامية بشكوى رسمية ضد بونجا، معربة عن إدانتها لخطاب الكراهية. وفي السابع من أيار، التقى وفد من الجمعية بإدارة المعبد، التي سارعت إلى إصدار بيان اعتذار أكدت فيه أسفها العميق لما بدر خلال برنامج “دارميكا سابها”، وشددت على أهمية التعايش السلمي واحترام التنوع الديني في الهند.
الاعتذار، الذي وصف بأنه بادرة نادرة في سياق ديني مشحون، قابله كثير من النشطاء بترحيب حذر، بينما أعلنت شرطة أوبينانجادي عن فتح قضية رسمية ضد النائب بموجب المادة 353 (2) من قانون “بهاراتيا نيايا سانهيتا” الجديد، بتهمة إلقاء خطاب تحريضي.
ورغم الدعوات المتزايدة لمحاسبته، رفض بونجا تقديم أي اعتذار، مدافعًا عن تصرفه بالقول إنه كان يحاول “إيقاظ المجتمع الهندوسي”، وهي تصريحات زادت من حدة الانتقادات، حتى من داخل بعض الأوساط الهندوسية المعتدلة.
القضية أعادت فتح نقاش واسع في الأوساط الهندية حول حدود حرية التعبير، والمسؤولية الأخلاقية للسياسيين في تجنيب البلاد نيران الانقسام الطائفي.