أخبارأوروباالعالم

نعيش بلا مساجد وبلا حقوق.. رئيس الجالية الباكستانية في اليونان يكشف عن واقع مؤلم للمسلمين

في مقابلة جريئة حملت الكثير من المشاعر والحقائق الصادمة، كشف رئيس الجالية الباكستانية في اليونان، جاويد أسلم، عن معاناة مئات الآلاف من المسلمين المقيمين في البلاد، في ظل غياب البنية التحتية الدينية، وتعقيدات قانونية تُقيّد حقوقهم الأساسية.
وقال أسلم، الذي يقيم في اليونان منذ أكثر من ثلاثين عامًا، إن أكثر من نصف مليون مسلم يعيشون اليوم في البلاد دون الحدّ الأدنى من أماكن العبادة، مؤكداً: “نحتاج مسجدًا واحدًا لكل 300 مسلم على الأقل، ولكن لا أحد يسمع… لدينا مسجد صغير لا يتسع حتى لـ300 مصلٍّ، في دولة تتغنى بالديمقراطية والانفتاح”.
وأضاف أن المهاجرين المسلمين يواجهون نظامًا إداريًا معقدًا وظالماً، يصل إلى حد “الابتزاز المقنّن” ـ حسب تعبيره ـ عند تجديد الإقامات، قائلاً: “أحياناً يُطلب من المهاجر دفع مبالغ خيالية لتجديد الإقامة، وإذا لم يدفع، ينتظر ثلاث سنوات كاملة… جواز سفر منتهي؟ قد أحتاج ثلاث سنوات لتحديث بياناتي”.
وبنبرة مؤلمة، تحدث أسلم عن انعدام الشعور بالمواطنة رغم عقود من الإقامة والعمل: “عشت هنا عمري كلّه.. ولكن لا أُعامل كمواطن. هذا ظلم قاسٍ. كيف أندمج في مجتمع لا يعترف بي؟”.
وأشار إلى أن من أصل نحو 40 ألف باكستاني في اليونان، لا يعيش مع أسرته سوى قرابة ألف مهاجر فقط، نتيجة تعقيدات لمّ الشمل، ما يخلق جيلاً من الأطفال يعيشون في ازدواجية لغوية وثقافية، ولا يعرفون وطنًا حقيقيًا رغم التحاقهم بالمدارس اليونانية.
ورغم تأكيده أن اليونانيين عموماً ليسوا عنصريين، فإن أسلم لفت إلى وجود ما سماه “عنصرية مؤسسية هادئة” تتغلغل في النظم والإجراءات، معرباً عن تقديره لأقسام الشرطة المختصة بمكافحة العنصرية التي تعاونت معهم مرارًا.
وفي ختام حديثه، أكد أسلم أنه لا يطلب صدقة سياسية أو تفضيلاً استثنائيًا، بل “حقًا طبيعيًا”، قائلاً: “أنا لا أطالب بجنسية كصدقة، بل بحق. أعيش هنا، أعمل هنا، وأُدفن هنا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى