أخبارالعالم

من الصلاة إلى الطعام.. المسلمون في روسيا يتحدّون سياسات الإقصاء

في مشهد غير مسبوق، بدأ سُعاة توصيل أطعمة مسلمون في العاصمة الروسية موسكو، برفض إيصال وجبات تحوي مكونات محرّمة في الشريعة الإسلامية، وعلى رأسها لحم الخنزير والمشروبات الكحولية.
هذا الامتناع المفاجئ أثار اهتمام الشارع الروسي، بعدما تلقى أحد الزبائن رسالة من تطبيق التوصيل مفادها “لا يمكننا توصيل طبق محرّم في الإسلام، وجارٍ البحث عن شركة بديلة”.
لم يكن هذا الموقف المهني المثير للجدل مجرد قرار فردي، بل جاء مدعومًا ببيان رسمي من مفتي منطقة موسكو، الشيخ “دينيس محوتدينوف”، الذي أكد أن الشريعة الإسلامية لا تحرّم فقط تناول هذه الأطعمة، بل حتى التعامل معها وتوصيلها. مضيفاً أن “الطعام المحرّم لا يجوز حمله ولا بيعه ولا توصيله، فالمشاركة في الحرام، وإن كانت غير مباشرة، تُعتبر وزرًا على المسلم”.
الحادثة التي بدأت بطبق لحم خنزير مشوي، سرعان ما تحولت إلى جدل أوسع حول حرية المعتقد والقيود التي يواجهها المسلمون في وظائفهم. مع انتشار الواقعة على وسائل التواصل، انقسم الشارع الروسي بين مؤيدٍ يرى في القرار احترامًا للمبادئ، ومعارضٍ يعتبره إخلالاً بعقود العمل.
وفي سياق متصل بقضايا المسلمين في روسيا، فجّر رمضان قديروف، زعيم جمهورية الشيشان، موجة من السخط بعد إدانته لقرار حظر الصلاة في الأماكن العامة بإقليم ستافروبول، واصفًا القرار بأنه “تمييز فجّ وفوضى قانونية”، مؤكدًا إن “”ثلاثين مليون مسلم في روسيا ليسوا ضيوفًا، بل مكوّن أصيل من الشعب الروسي المتعدد الأعراق”.
يذكر أنه مع تزايد عدد المسلمين الذي يُقدّر بنحو (25 ) مليونًا، يعود الإسلام في روسيا إلى جذور تاريخية عميقة، منذ عهد الملكة “كاترين العظيمة”، ويُعدُّ واحدًا من الديانات التقليدية المُعترف بها رسميًا.
ويؤكد مراقبون أن ما يحدث اليوم من رفض لتوصيل المحرمات أو من منع للصلاة، يُمثّل لحظة اختبار حقيقية لعلاقة روسيا بمكونها الإسلامي المتجذر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى