أخبارالعالم

الإسلام في اليابان.. حضور متنامٍ يعكس تناغمًا بين القيم الإسلامية والثقافة اليابانية

حين يُذكر اسم اليابان، تتبادر إلى الأذهان صور الأنمي والتكنولوجيا المتطورة وأطباق السوشي الشهيرة، لكن خلف هذه الصورة النمطية، تتشكل ملامح قصة هادئة لمجتمع مسلم صغير لكنه نابض بالحياة في بلد يُعد من أكثر دول العالم تجانسًا ثقافيًا.
رغم اعتماد المطبخ الياباني على مكونات محرّمة شرعًا مثل لحم الخنزير والكحول، بدأت المطاعم الحلال بالظهور في مدن كبرى، لتشكّل تحولًا تدريجيًا في مشهد الطعام. ففي مدينة سابورو شمال البلاد، يقدم مطعم “هوريو رامن” قائمة حلال تضم طبق “رامن جنكيز خان” بلحم الضأن، كبديل للنسخة التقليدية المعتمدة على مرق لحم الخنزير، ما يعكس انسجام النكهات المحلية مع أحكام الشريعة الإسلامية دون المساس بجودة الطعم.
وفي أوساكا، المدينة النابضة بالحياة، يتجلى الحضور الإسلامي في أكشاك طعام تديرها عائلات مسلمة من جنسيات متعددة، ومطاعم مثل “مطبخ علي” الذي حاز جوائز دولية ويقدّم نموذجًا للضيافة الإسلامية في قلب اليابان.
أما في مدينة كوبي، يُعد مسجدها الإسلامي، الذي شُيّد عام 1935، رمزًا بارزًا للحضور الإسلامي؛ إذ نجا من القصف خلال الحرب العالمية الثانية ومن الزلزال المدمر عام 1995، ليُعرف محليًا بـ”المبنى المعجزة”. ويقوده اليوم الشيخ يوسف فوجيتاني، ياباني اعتنق الإسلام بعد رحلة طويلة من البحث الروحي، ويركّز في دعوته على إبراز القواسم المشتركة بين الإسلام والديانات اليابانية، مشيرًا إلى تسجيل أربعة إلى خمسة اعتناقات شهريًا في المسجد.
وفي أقصى الجنوب، تكتمل الصورة بمسجد صغير في جزيرة أوكيناوا، يشبه منازِلها التقليدية، ويديره أفراد الجالية المسلمة المحليون بروح “المواي”؛ وهي مفهوم اجتماعي يعكس التضامن والدعم الجماعي، المتجذر في ثقافة الجزيرة.
وبحسب تقرير لمجلة “الإيكونوميست”، فإن الإسلام يُعد الدين الأسرع نموًا في اليابان، حيث يزيد عدد المساجد على 110 مسجدًا في أنحاء البلاد. وعلى الرغم من حداثة هذا الحضور، إلا أن المسلمين سرعان ما تبنّوا العديد من القيم اليابانية كالنظافة والنظام والاحترام، لما فيها من انسجام طبيعي مع تعاليم الإسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى