
أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن السلطات الباكستانية قامت بترحيل أكثر من 128 ألف لاجئ أفغاني قسراً إلى بلادهم، وذلك في الفترة الممتدة من 1 أبريل/نيسان حتى 12 مايو/أيار الجاري، في تصعيد مستمر لعمليات الإبعاد التي أثارت قلقاً دولياً واسعاً.
وأشارت المنظمة في بيانها إلى أنها قدّمت مساعدات إنسانية لأكثر من 68 ألفاً من المرحّلين، شملت المأوى والغذاء والرعاية الصحية والدعم النفسي، خاصة للنساء والأطفال. إلا أنها حذّرت من أن حجم الاحتياجات لا يزال يفوق قدرات الاستجابة، في ظل تدهور الأوضاع داخل أفغانستان.
وتأتي عمليات الترحيل في وقت تعاني فيه أفغانستان من أزمات اقتصادية حادة ونقص حاد في الموارد، ما يزيد من معاناة اللاجئين العائدين، ويضاعف الضغط على المجتمعات المضيفة والقدرات المحلية على الاستيعاب. ووفق المنظمة، فإن “العودة القسرية” لهؤلاء اللاجئين تضعهم في مواجهة مباشرة مع واقع لا يوفر أدنى مقومات الحياة الكريمة.
وفي شهادات ميدانية، أفاد عدد من العائدين إلى معبر تورخام الحدودي بتعرضهم لمعاملة “قاسية ومهينة” من قبل الشرطة الباكستانية، حيث أكدوا أن ممتلكاتهم وأموالهم صودرت أثناء الترحيل، ما زاد من معاناتهم بعد العودة، وتركهم دون أي مصدر للعيش.
وتدعو المنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب منظمات حقوقية وإنسانية أخرى، إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية لدعم المرحّلين، ومطالبة السلطات الباكستانية باحترام كرامة الإنسان ووقف الترحيل القسري، مشددة على أن “الحلول المستدامة لأزمة اللاجئين لا يمكن أن تتحقق دون تعاون دولي فعّال يحترم حقوق الإنسان ويعزز الاستقرار الإقليمي”.