
في تطوّر يبعث على الأمل بمتطلبات المجتمع المسلم، ويجسّد روح التعددية الثقافية، أعلنت السلطات المحلية في منطقة “أوماغ” بإيرلندا عن توفير ترتيبات دفن تراعي التقاليد الإسلامية في مقبرة “غرين هيل”، مما يفتح الباب أمام العائلات المسلمة لوداع أحبّائهم بكرامة تتماشى مع معتقداتهم.
ونقلت صحف محلية عن مسؤولي المجلس البلدي لمنطقة “أوماغ” الواقعة شمالي العاصمة دبلن، تأكيدهم أن تصميم وتوجه المقبرة يتيحان تطبيق أهم متطلبات الدفن في الشريعة الإسلامية، مثل الدفن السريع (خلال 24 ساعة)، وتوجيه جسد المتوفى نحو القبلة (مكة المكرمة).
وقال “جون نيوز”، مدير البيئة والمكان في المجلس، في بيان خلال اجتماع رسمي للمجلس مؤخرا والذي ترجمت مضامينه وكالة “أخبار الشيعة”، “لقد تمكّن موظفونا من تلبية طلبات الأسر المسلمة وممثليها الباحثين عن دفن مناسب دينياً، ونحن ملتزمون بمواصلة هذا النهج الداعم للتنوع”.
يذكر أن مقبرة “غرين هيل”، التي شهدت توسعة في عام 2019، تضم (1071) قطعة أرض متاحة حاليًا، مع مساحة إضافية تتيح التوسع مستقبلاً، مشيراً إلى ارتفاع الطلب على المدافن العائلية التي قد تستوعب ما يصل إلى ستة أفراد، موضحًا أن هذا الخيار يمنح العائلات المسلمة مزيدًا من المرونة، لكنه قد يؤثر مستقبلاً على القدرة الاستيعابية العامة للمقابر في حال لم يُواكب ذلك بتوسعة مدروسة.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تعكس وعياً متزايداً لدى السلطات المحلية في أيرلندا تجاه تنوع السكان واحترام الخصوصيات الثقافية والدينية. فهي ليست مجرد ترتيبات إدارية، بل رسالة تعايش حقيقية مفادها: “في الحياة… وفي الموت، للجميع كرامة واحدة”.