أخبارالعالمالعالم الاسلامي

في كتاب علمي حديث… عالم وراثة هندي يتحدى النظريات الغربية للانحراف البشري

في حدث ثقافي وعلمي لافت، شهد مقر الجماعة الإسلامية الهندية (JIH) في العاصمة نيودلهي، إطلاق كتاب جديد يحمل عنوان “مجتمع الميم والإسلام”، من تأليف عالم الوراثة والأحياء المعروف الدكتور “محمد رضوان”، والذي يعد أول عمل بحثي بهذا الحجم والعمق يتناول قضايا الهوية الجنسية من زوايا متعددة، علمية، واجتماعية، وطبية، وإسلامية.
الكتاب، الذي صدر عن دار “مكتبي” في نيودلهي ويقع في (286) صفحة، يُعد مساهمة رائدة في الأدبيات المحلية حول القضية الشائكة لمجتمع LGBTQIA+، حيث يقدم قراءة نقدية موسعة للمفاهيم التي تروّج لها هذه الحركة على مستوى العالم.
وفي كلمته خلال الحفل، أشاد رئيس جامعة “جاوادر” الإسلامية، العلّامة السيد “سادات الله حسيني”، بشجاعة الدكتور “رضوان” في خوض هذا الملف الحساس، مؤكدًا أن ما يُعرض اليوم تحت شعارات “الحرية الجنسية” هو تحوّل حضاري خطير يهدد بنية الأسرة والمجتمع.
وأضاف “حسيني” أن الغرب لا يكتفي بترويج هذه المفاهيم في نطاقه الداخلي، بل يسعى إلى فرضها مؤسسيًا عبر التعليم والإعلام والقانون، مستشهدًا بنماذج من مدارس تُجبر الأطفال على الاختيار من بين (17) هوية جنسية مختلفة، بل وتحذر من أي اعتراض قد يُصنّف كجريمة كراهية.
وفي خطاب ناري، رسم العلّامة البارز، مقارنة بين القيم الإسلامية القائمة على المسؤولية والضبط الأخلاقي، وبين النموذج الغربي الذي يحتفي بـ “اللذة كغاية نهائية”، معتبرًا أن هذه الأيديولوجيات تقود إلى تفكيك الزواج، ثم الأسرة، وصولًا إلى تطبيع الانحراف بل والترويج لبدائل غير بشرية.
وشدد “حسيني” في سياق كلمته على أنه “مثلما تقيّد الدول الحريات الفردية لحماية سيادتها، فيجب أن تُقيَّد أيضاً الحريات الجنسية لحماية الأسرة، التي هي أساس الحضارة الإنسانية”.
وفقًا للدكتور “رضوان”، فإن الكتاب لا يكتفي بالرد من منطلق ديني، بل يستخدم أدوات علم الوراثة، وعلم الأحياء، وعلم النفس، والعلوم الاجتماعية لتفكيك سردية مجتمع الميم، كما يطرح نقدًا واسعًا لنظرية “الكوير” التي يعتبرها بنية أيديولوجية حديثة تحاول تفكيك الثنائية الفطرية بين الذكر والأنثى.
هذا وقد حذر مؤلف الكتاب من محاولات دمج الاضطرابات النفسية والتنموية والبيولوجية تحت مظلة “الحقوق الجنسية”، وفرضها على المجتمع باعتبارها سلوكيات طبيعية، ما يشكل تهديدًا مزدوجًا أخلاقيًا وعلميًا.
يذكر أن من بين ابرز المشاركين في هذه الفعالية، الدكتور ظفر الإسلام خان، الرئيس السابق للجنة الأقليات في دلهي، والذي أوضح أن المثلية الجنسية لم تكن مقبولة في معظم الثقافات عبر التاريخ، بل هي نتيجة لثورة ثقافية بدأت مع الثورة الفرنسية، وتطورت لاحقًا لتُفرض اليوم كمشروع سياسي وأكاديمي متكامل، مؤكداً أن المقاومة لهذه الأيديولوجيات لا تزال قوية في روسيا وأفريقيا وحتى في الغرب نفسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى