
في خطوة لافتة جمعت بين الرؤية الإيمانية والبعد التنموي، دعا العلّامة فؤاد أديمي، إمام جمعية “الحبيبية” الإسلامية الوطنية في نيجيريا، إلى استثمار المبادئ الإسلامية الأصيلة كوسائل عملية للنهوض بالمجتمع، ومكافحة الفقر، وتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الوطنية المستدامة.
جاء ذلك خلال ندوة خاصة عقدتها الجمعية تحت شعار “المعرفة الإسلامية من أجل التحول المجتمعي والتنمية المستدامة”، بحسب ما أوردته شبكة الإذاعة النيجيرية الرسمية في تقرير ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، حيث أكد الشيخ أديمي في كلمته الافتتاحية أن الوقت قد حان لتحويل الإيمان من حالة شعائرية إلى قوة فاعلة على الأرض، تسهم في تحسين حياة الناس وتوفير حلول واقعية للتحديات الاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح أديمي أن برامج الجمعية لا تقتصر على التوجيه الديني، بل تشمل مشاريع تخطيط عقاري منضبط بالقيم الإسلامية، ومبادرات تنموية تستهدف المحتاجين والمجتمعات الهشة، إلى جانب تعزيز العمل الخيري القائم على الإيمان، وتنسيق جهود الشتات، وإحياء ثقافة التطوع في إطار مؤسسي.
من جانبه، أشاد الدكتور باباجانا آدم، الأمين الدائم لأمانة خدمات الصحة والبيئة في مقاطعة العاصمة الفيدرالية، بدور الجمعية في دعم الفئات الضعيفة، مؤكدًا أن البرامج الإسلامية التي تتجاوز الإطار الشعائري تقدم “حلولًا عملية لإنعاش المجتمعات وخدمة الإنسان”.
وفي السياق ذاته، اعتبر الخبير التنموي الدكتور سليمان بريمو أن الوقف الإسلامي يمثل أحد أعمدة الاستدامة المجتمعية، مشيدًا بمبادرات الجمعية التي وصفها بـ”النقلة النوعية” نحو تنمية شاملة تتمحور حول الإنسان وتستند إلى القيم الإيمانية الأصيلة.
وأشار بريمو إلى أن ما يميّز تجربة جمعية “الحبيبية” هو توازنها بين العقيدة والعمل، بين المبادئ الدينية والواقع الاجتماعي، ما يجعلها نموذجًا قابلًا للتكرار في مجتمعات تعاني من تحديات اقتصادية وتنموية مماثلة.
وقد عكست هذه الفعالية توجّهًا متزايدًا داخل الأوساط الإسلامية في نيجيريا نحو إعادة تشكيل الخطاب الديني ليصبح أداة تغيير مجتمعي، ومحرّكًا لمشاريع تنموية متجذّرة في القيم، تُعلي من كرامة الإنسان، وتبني أسس نهضة اقتصادية – اجتماعية راسخة.