أخبارأفغانستانأوروباالعراق

شهادات صادمة تكشف جرائم حرب ارتكبتها القوات البريطانية في العراق وأفغانستان

في تحقيق صحفي خطير بثته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عبر برنامج “بانوراما”، كُشف النقاب عن شهادات صادمة تؤكد تورط عناصر من القوات الخاصة البريطانية، ولا سيما من وحدتي SAS وSBS، في ارتكاب جرائم حرب خلال مهماتهم في العراق وأفغانستان، تضمنت إعدامات ميدانية بحق أسرى، بينهم أطفال وجرحى، وسلوكيات وُصفت بأنها “همجية وإجرامية”.


وبحسب التحقيق، فإن الشهادات التي أدلى بها جنود وشهود عيان تفيد بأن القوات الخاصة كانت تنفذ عمليات قتل ممنهج بحق معتقلين مقيدين، ثم تضع بجانب جثثهم أسلحة مزيفة لتبرير هذه الأفعال على أنها مواجهات مسلحة، فيما تشير المعلومات إلى أن هذه الممارسات كانت تتم بعلم القيادات العليا، مع محاولات منظمة لطمس الأدلة والتستر على الجرائم، بما في ذلك صدور أوامر مباشرة بقتل الأسرى.
وأضاف التقرير أن ما يزيد من خطورة ما تم كشفه هو ما وصفه بـ”التواطؤ المؤسسي”، حيث تُظهر الوثائق والمقابلات وجود نمط من التغاضي الرسمي عن هذه الانتهاكات، فضلاً عن مؤشرات على أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون كان على علم ببعضها خلال زياراته لأفغانستان في فترة ولايته.
ورغم إعلان وزارة الدفاع البريطانية أنها “لا تستطيع التعليق على مزاعم تخضع لتحقيق رسمي”، فإن بي بي سي أكدت أن الشهادات التي تم جمعها، إلى جانب أدلة وثائقية وميدانية، ترسم صورة غير مسبوقة عن حجم الجرائم المرتكبة وخطورتها، في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في تاريخ المؤسسة العسكرية البريطانية الحديث.
ويأتي هذا التحقيق وسط مطالبات متزايدة من منظمات حقوقية بفتح تحقيق مستقل وشفاف، ومحاسبة المتورطين على جميع المستويات، وضمان عدم تكرار هذه الانتهاكات التي تمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى