أخبارباكستان

من هو “مسعود أزهر” الذي دفع الهند وباكستان إلى حافة الحرب النووية؟

في مشهد يشبه نهاية العالم، كادت الهند وباكستان أن تتبادلا الضربات النووية، لا بسبب غزو خارجي أو خلافات اقتصادية، بل بسبب رجل واحد يُدعى “مسعود أزهر”، فمن هو هذا الاسم الذي تسبّب بمجزرة، وأشعل فتيل تصعيد عسكري خطير، وورّط شبه القارة الهندية برمّتها في أخطر مواجهة منذ عقود؟
جاء التصعيد الأخير قبل أيام، عندما قصفت الهند تسعة مواقع داخل باكستان، متهمةً جماعة “جيش محمد” الإرهابية، التي يقودها “أزهر”، بتنفيذ هجوم دموي في كشمير قتل فيه 26 سائحاً هندياً، فكان رد الهند غير مسبوق منذ حرب 1971 وفقاً للإحصاءات.
وبحسب تقرير لشبكة “بي بي سي” البريطانية، فقد وُلد أزهر عام 1968 في باهاوالبور لعائلة متشددة، حيث تلقى علومه الدينية في كراتشي، ثم سرعان ما دخل ميادين ما يسمى بـ “الجهاد العالمي”، بدءاً من أفغانستان، حيث قاتل عام 1989، ومروراً بالدعوة إلى “القتال المقدس” في كل من كراتشي، وسكهر، ونواب شاه.
لكن الأخير لم يكتفِ بالخطابة والتحريض؛ بل أنشأ مجلة “صدى المجاهد”، وكتب أكثر من 30 كتاباً لتأطير العنف دينيًا، وتحويله إلى “مشروع مقدّس” على مستوى الأمة الإسلامية.
وفي عام 1994، اعتُقل أزهر في كشمير الهندية، ليبدأ فصلاً مرعباً من الابتزاز الدولي، ففي عام 1999، اختُطفت طائرة هندية وهُبط بها في قندهار تحت حكم طالبان، وكان المطلب هو إطلاق مسعود أزهر أمام 155 رهينة، حيث رضخت الهند آنذاك، وتم إطلاق سراحه، ليؤسس بعد أسابيع من هذه الواقعة، جماعة “جيش محمد” الإرهابية.
وبحسب التقارير الدولية، لم يكن جيش محمد تنظيمًا عاديًا، فهو أول من نفّذ هجومًا انتحاريًا في كشمير، حيث اتُّهمت الجماعة بهجمات دامية طالت البرلمان الهندي، وقواعد عسكرية، وقنصليات، بل ونفّذت تفجيرًا أودى بـ40 جنديًا في 2019، كما كان السبب في إشعال أعنف تصعيد بين نيودلهي وإسلام آباد منذ سنوات.
وعلى الرغم من حظر جماعته في 2002، وتصنيفه كإرهابي دولي من قبل الأمم المتحدة، إلا أنشطة أزهر مازالت مستمرة تحت مسمّى جديد: “تنظيم الفرقان”، ولإخفاء أنيابه، فقد أسس هذه الإرهابي ما يسمى بـ “صندوق الرحمة”، كذراع اقتصادية تخدم الغطاء الدعوي والتجنيدي في آن واحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى