
الحديدة – حذّرت مصادر حكومية يمنية من تفشٍ واسع لمرض الملاريا في عدد من مديريات محافظة الحديدة الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وسط مخاوف من حدوث انفجار وبائي وشيك نتيجة تدهور الأوضاع الصحية والبيئية.
وأكد مدير البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا وأمراض النواقل بمحور تهامة، أن الفترة الممتدة بين الأول من كانون الثاني/يناير وحتى نهاية آذار/مارس الماضي، شهدت تسجيل 17.823 حالة اشتباه بالملاريا في مديريتي حيس والخوخة، تم تأكيد إصابة 60% منها، أي ما يعادل 10.615 حالة.
وأشار إلى أن مديرية حيس سجّلت النصيب الأكبر من الإصابات بواقع 10.695 حالة، منها 5.654 إصابة مؤكدة، بنسبة إصابة بلغت 53%، بينما سجلت مديرية الخوخة 7.128 حالة اشتباه، تبين أن 4.961 منها إيجابية بنسبة إصابة وصلت إلى 70%.
وعزا المسؤول انتشار المرض بهذا الشكل إلى تدهور البنية الصحية وتفاقم الأوضاع البيئية، الأمر الذي أدى إلى تكاثر بؤر البعوض الناقل للمرض، خاصة في مناطق مكتظة بالنازحين. كما حذر من أن الاستمرار في تجاهل هذا الواقع ينذر بوقوع كارثة صحية، داعيًا إلى تدخل عاجل يشمل عمليات رش واسعة، وتوفير الأدوية، وتعزيز أنشطة الرقابة الوبائية.
وتُعد مديريتا حيس والخوخة من أكثر المناطق تضررًا بالملاريا على مستوى الجمهورية، حيث تشير تقارير رسمية إلى أن المراكز الصحية في المديريتين استقبلت منذ مطلع عام 2024 ما مجموعه 73.884 حالة تم فحصها، تبيّن أن 46.116 منها كانت إيجابية، بنسبة إصابة إجمالية بلغت 63%.
ويهدد هذا التصاعد الحاد في عدد الإصابات بتفاقم الوضع الإنساني والصحي في محافظة الحديدة، التي تعاني أصلاً من ضعف البنى التحتية والنقص الحاد في الخدمات الصحية الأساسية.