
أقدمت السلطات المحلية في مدينة جاروا شمالي الكاميرون، على إلغاء صلاة الجمعة لهذا الأسبوع وإغلاق عدد من المساجد، في خطوة وُصفت بـ”الاضطرارية”، عقب تلقي تهديدات جدية من جماعة “بوكو حرام” المسلحة، ما أثار حالة من القلق والذعر بين سكان المدينة ذات الأغلبية المسلمة.
ونقلت صحيفة صحارى ريبورترز الأفريقية، في تقرير ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، أن القرار جاء بعد رصد تحذيرات متكررة أطلقها أفراد من الجماعة المتطرفة، هددوا فيها بشكل مباشر باستهداف أماكن العبادة خلال أداء صلاة الجمعة، التي تُعد من أبرز التجمعات الأسبوعية للمسلمين.
وقال مسؤول محلي، طلب عدم الكشف عن هويته: “لم يكن لدينا خيار آخر، فحماية الأرواح هي الأولوية القصوى. التهديدات كانت علنية ومباشرة، وكان لا بد من تعليق صلاة الجمعة حتى إشعار آخر”.
وتعد جماعة “بوكو حرام” من أخطر الجماعات المتشددة في منطقة بحيرة تشاد، حيث تنشط في شمال شرق نيجيريا وتمد عملياتها إلى الكاميرون وتشاد والنيجر، وقد صعدت خلال الأسابيع الماضية من هجماتها المسلحة، بما في ذلك التفجيرات والكمائن وعمليات الاختطاف، مستهدفة المدنيين وأماكن العبادة ورجال الدين.
وعبّر عدد من سكان مدينة جاروا عن صدمتهم من القرار، معتبرين أن تعليق صلاة الجمعة يمثل ضربة نفسية ومعنوية كبيرة، لكنه يعكس في الوقت ذاته حجم التهديد الحقيقي الذي تمثله الجماعة. وقال أحد السكان لوسائل إعلام محلية: “تم إبلاغنا بإلغاء الصلاة صباح الجمعة، الناس خائفون، ولم نعد نشعر بالأمان حتى داخل بيوت الله”.
ومن بين المساجد التي شملها قرار الإغلاق، مسجد حي الإقامة الرئاسية السابق للرئيس الكاميروني أحمدو أهيدجو، ما أثار انطباعات قوية عن رمزية الاستهداف وخطورته.
وأكد أحد وجهاء المدينة أن القرار كان مؤلماً لكنه ضروري، قائلاً: “إنه لأمر محزن أن نمنع الناس من أداء الصلاة، لكن أرواحهم أمانة في أعناقنا، ولا يمكن تجاهل التهديد الأمني”.
ويُشار إلى أن جماعة بوكو حرام، ومنذ تصاعد نشاطها في عام 2013، حولت مناطق واسعة من شمال الكاميرون إلى ساحة مفتوحة للعنف، حيث استهدفت المدنيين وقوات الأمن ودور العبادة في مسعى منها لفرض نسختها المتشددة من الشريعة، مستندة إلى فكر متطرف تتقاطع ملامحه مع تنظيم داعش.