4 ملايين زائر في العشرة الرضوية.. مشهد تستقبل حشود الزائرين بمولد الإمام الرضا (عليه السلام)

شهدت مدينة مشهد المقدسة في إيران توافدًا غير مسبوق لأكثر من أربعة ملايين زائر خلال عشرة أيام من الفعاليات الدينية والثقافية، إحياءً لذكرى ولادة الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، حيث تحوّل الحرم الرضوي الشريف إلى مشهد نابض بالإيمان والفرح والخدمة المتواصلة.
وفي أجواء روحانية امتزجت فيها الأناشيد والمدائح بحلقات الذكر والدعاء، عملت فرق العتبة الرضوية ومئات المتطوعين والمواكب الحسينية على مدار الساعة، لتقديم خدمات الضيافة والإطعام للزائرين القادمين من مختلف المحافظات الإيرانية، ودول عربية وآسيوية.

وأكد وكيل شؤون الحجاج في العتبة، السيد محمد شعبان، أن احتفالات هذا العام اتّسمت بزخم استثنائي في أعداد الزوار ومستوى الخدمات، مشيراً إلى أنه تم تقديم ثلاث وجبات يوميًا من قبل 35 موكبًا حسينيًا، إضافة إلى توزيع أكثر من 4.6 مليون قطعة كعك تقليدي، و200 ألف ساندويتش، و8 أطنان من الشوكولاتة، و5 آلاف فطيرة جوز الهند، وأكثر من 7 ملايين كوب من العصائر والمشروبات المتنوعة.
وأضاف شعبان أن أربع ساحات رئيسية داخل الحرم المطهر، هي كوثر وغدير والإمام الحسن المجتبى وباغ رضوان، تحوّلت إلى محطات خدمة دائمة، حيث نُصبت محطات ضخمة للشاي والمشروبات، لم تتوقف إلا خلال فترات الصلاة وأعمال التنظيف.
الزائرون شاركوا أيضًا في برامج ثقافية بلغات متعددة، ومجالس إنشاد وقراءة الأدعية، كما انخرط عدد كبير منهم في فرق الخدمة التطوعية، ما جعلهم شركاء فعليين في هذا المهرجان الإيماني الكبير.
وتأتي هذه الاحتفالات ضمن ما يُعرف بـ”العشرة الرضوية”، التي تبدأ من ذكرى ولادة السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) في مدينة قم، وتبلغ ذروتها في ذكرى مولد الإمام الرضا (عليه السلام) في مشهد، حيث تعيش المدينتان خلال هذه الفترة أجواءً مفعمة بالبهجة والروحانية، في تجلٍ فريد لمكانة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في قلوب محبّيهم.