
كشفت دراسة علمية نشرتها جامعة شيكاغو في دورية Journal of General Internal Medicine أن 76% من الأطباء في الولايات المتحدة يؤمنون بوجود الله عزّ وجل، في واحدة من أوائل الدراسات العلمية التي تناولت علاقة الأطباء بالإيمان الديني في المجتمع الأمريكي.
وأظهرت الدراسة أيضاً أن 59% من الأطباء المشاركين يؤمنون بوجود حياة بعد الموت، فيما أقرّ 55% منهم بأنّ تدينهم يؤثر بشكل مباشر في ممارستهم للطب، سواء من حيث اتخاذ القرارات أو التعامل مع المرضى.
ويأتي هذا الاكتشاف العلمي ردًّا على تصورات قديمة شائعة مفادها أنّ الأطباء غالباً ما يكونون أقلّ ميلاً للإيمان الديني، نظراً لطبيعة عملهم القائم على العلوم التجريبية والمادية. كما يتحدى نتائج هذه الدراسة بعض الأفكار التي سادت في الغرب لفترة طويلة، ومنها تراجع المعاني الإيمانية أو طغيان الفكر الدارويني في الوسط الأكاديمي والطبي.
وتعليقاً على هذه النتائج، يرى مراقبون أن النسبة المرتفعة لإيمان الأطباء بالله في الولايات المتحدة تكشف عن بُعد آخر غير متوقَّع في شخصية الطبيب المثقف الذي يتقاضى راتباً جيداً ويعيش في بيئة علمية وعلمانية؛ ما يُفنّد الافتراض القائل إنّ الإيمان ناتج عن ضعف أو فقر أو جهل.
ويُرجّح أن يكون من بين أبرز دوافع إيمان الأطباء بالله سبحانه تعمّقهم في دراسة جسم الإنسان وتعقيد خلقه، بما في ذلك:
- تشريح الإنسان واكتشاف دقة التصميم وعظمة الخلق.
- علم وظائف الأعضاء (الفسيولوجيا) وما فيه من تناسق مذهل بين أعضاء الجسم.
- علم الأنسجة وتخصصها ودقة تركيبها.
- الكيمياء الحيوية وما تكشفه من نظم دقيقة على مستوى الجزئيات والذرات.
ويُشير باحثون إلى أنّ هذه المعرفة العميقة تدفع كثيراً من الأطباء إلى الإيمان بوجود خالق عليم حكيم، وإن كان بعضهم يقترن إيمانه بأشكال من الشرك، فإن ذلك لا يُنقص من حقيقة إيمانهم بخالق الكون، وهو ما يشكّل صفعة للتيارات الإلحادية التي تتخذ من الغرب مرجعية في إنكار وجود الله عزّ وجل.