أخبارأفريقيا

برنامج الأغذية العالمي: الجوع يهدد حياة 36 مليون شخص في أفريقيا وسط تمدد الصراعات وتراجع التمويل

حذر برنامج الأغذية العالمي من تفاقم أزمة الجوع في القارة الأفريقية، مؤكداً أن حياة 36 مليون شخص باتت مهددة، وسط اتساع بؤر الصراع والأزمات المناخية وتدهور الأوضاع الاقتصادية في عدد من دول القارة، إلى جانب تراجع حاد في تمويل المساعدات الإنسانية.
وأوضح البرنامج الأممي في بيان له، مساء الجمعة، أن الوضع مرشح لمزيد من التدهور، مع توقعات بارتفاع عدد المتضررين إلى أكثر من 52 مليون شخص خلال العام الحالي، بينهم نحو ثلاثة ملايين في ظروف طارئة، وأكثر من 2600 شخص في مالي يواجهون خطر الجوع الكارثي.
وأشار البرنامج إلى أن غرب ووسط أفريقيا، حيث تتفاقم الأزمات، تشهد مستويات قياسية من الاحتياجات الغذائية، نتيجة النزوح الواسع والارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية، إضافة إلى أنماط مناخية شديدة التأثير. وأكد أن هذه التحديات تتزامن مع نقص كبير في الموارد المالية، ما يهدد قدرة البرنامج على الاستجابة العاجلة.
وفي هذا السياق، حذرت المديرة الإقليمية للبرنامج في غرب ووسط أفريقيا، مارجو فان دير فيلدن، من أن نحو خمسة ملايين شخص معرضون لخطر فقدان المساعدات كليًا ما لم يُوفَّر التمويل المطلوب، مشيرة إلى أن البرنامج بحاجة إلى 710 ملايين دولار خلال الأشهر الستة المقبلة لتوفير المساعدات الغذائية الأساسية.
وقالت فان دير فيلدن: “نحن عند نقطة تحول خطيرة، وإذا لم يتم التحرك سريعًا فإن العواقب ستكون وخيمة”، مضيفة أن المجتمعات المتضررة تضطر إلى بيع ممتلكاتها وتخطي وجبات الطعام، ما ينعكس سلبًا على صحتهم ومستقبلهم.
ويأتي هذا التحذير في وقتٍ تتوسع فيه بؤر التوتر والصراع في مناطق مختلفة من القارة، لا سيما في منطقة الساحل التي تضم مالي وبوركينا فاسو والنيجر، حيث يشهد الشمال المالي انهيارًا للأوضاع الإنسانية بعد تفكك اتفاق السلام مع الحركات الأزوادية، وتوتر العلاقات الدبلوماسية بين مالي والجزائر، الأمر الذي أوقف الإمدادات الحيوية للمنطقة.
كذلك تشهد منطقة القرن الأفريقي، التي تضم ثماني دول، أزمات مركّبة من الحروب الأهلية والنزوح والجفاف، حيث أشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى أن عدد النازحين فيها بلغ نحو 20.75 مليون شخص بحلول نهاية عام 2024. في حين تؤكد منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أن نحو 67.4 مليون شخص معرضون لانعدام الأمن الغذائي في المنطقة، أغلبهم في الدول الأعضاء في “إيغاد”، مثل الصومال وجنوب السودان والسودان وكينيا.
ويقول مراقبون إن الأوضاع المتدهورة تتغذى أيضًا من تنافس القوى الدولية على النفوذ والموارد في القارة، بما في ذلك الصين وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا، ما يُذكي الصراعات المحلية ويزيد من تعقيد المشهد الإنساني في أفريقيا، رغم ثرواتها الهائلة وموقعها الجيوسياسي البارز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى