أخبار

صحيفة هندية: من محرّم تبدأ الحكاية… ومن كربلاء لا تنتهي الدروس

أفادت صحيفة “إنترنشنال نيوز” الهندية أن المسلمين حول العالم يستقبلون فجر يوم الجمعة 27 حزيران 2025 عامًا هجريًا جديدًا، لكنّ هذه البداية لا تحمل طابع الاحتفال، بل تتشح بالسواد وتفتح الباب لتأملٍ تاريخي وأخلاقي عميق يرتبط بمعركة كربلاء، واستشهاد الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام)، سبط النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، في واحدة من أعظم ملاحم الكرامة والحق.
وفي مقالها الافتتاحي الذي ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، أكدت الصحيفة أن شهر محرّم الحرام لا يُعد مجرد فاتحة للتقويم الإسلامي، بل هو شهر الحزن والصبر والبصيرة، حيث تُحيى فيه ذكرى عاشوراء، التي تصادف هذا العام السادس من تموز، بوصفها قمة الوجدان الإسلامي ومحطة يتجدد فيها العهد مع قيم الحق والعدالة.
وأضافت الصحيفة أن الإمام الحسين (عليه السلام) برفضه مبايعة يزيد بن معاوية، لم يخض مجرد مواجهة سياسية، بل قدّم ثورة أخلاقية وروحية ضد الاستبداد، موضحة أن واقعة كربلاء التي جرت عام 680 ميلادية، لا تزال تثير الضمير الإنساني وتحمل رسائل تتجاوز الزمان والمكان.
واستعرض المقال ما جرى في صحراء نينوى، حيث واجه الإمام الحسين مع قلةٍ من أهله وأصحابه جيشًا جرّارًا، ورغم الجوع والعطش والحصار، بقي صامدًا حتى ارتقى شهيدًا مع طفله الرضيع وأخيه العباس وأبنائه وأصحابه، لتبقى قضيته حيّة في ضمائر الأحرار.
ورأت الصحيفة أن الدماء التي سُفكت في كربلاء لم تكن نهاية، بل بداية لترنيمة خالدة عن الحرية، تُتلى في المجالس وتُدرّس في المحافل الأكاديمية، مشيرة إلى أن طقوس إحياء محرم في الهند، كما في العراق وإيران وباكستان ولبنان وغيرها، تعبّر عن وجدان مشترك عنوانه الحزن والوفاء.
وأكد المقال أن عاشوراء 2025 يجيء في زمن تتكاثر فيه مظاهر القهر والتمييز، ليجدد النداء الإنساني بمواجهة الظلم، وليذكّر بأن إحياء ذكرى الإمام الحسين لا يقتصر على الحزن، بل هو دعوة لليقظة والتمرد على الطغيان كي لا تتكرر كربلاء بصور جديدة.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن العالم، أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى صوت الحسين (عليه السلام)، وأن دروس كربلاء تبقى نبراسًا لمن يسلك درب الحق والكرامة، مهما عظمت التضحيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى