
غزة – لم يعد الجوع في قطاع غزة مجرد أزمة طارئة، بل تحول إلى واقع يومي يختزل ملامحه في وجوه أطفال أنهكهم الانتظار وأمهات يكابدن من أجل كسرة خبز، فيما يواصل الجيش الإسرائـ،ـيلي حصاره الخانق على القطاع منذ أكثر من 70 يومًا، مانعًا وصول المساعدات الإنسانية والوقود والأدوية، ومفاقمًا من معاناة أكثر من 2.4 مليون نسمة.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الجيش الإسرائـ،ـيلي ينفذ ما وصفها بـ”هندسة مجاعة ممنهجة”، تهدف إلى إنهاك المدنيين ودفعهم إلى النزوح القسري، من خلال إغلاق المعابر ومنع دخول أكثر من 39 ألف شاحنة إغاثية، الأمر الذي أدى إلى انهيار شبه تام للقطاعين الصحي والاقتصادي.
وأشار المكتب إلى أن نحو 65 ألف طفل في غزة يعانون من سوء تغذية حاد وانعدام الغذاء، في وقت توقفت فيه جميع المخابز منذ أربعين يومًا، ما فاقم من أزمة المجاعة، خاصة بين الأطفال والمرضى وكبار السن. وقد تظاهر عشرات الأطفال داخل أحد مخيمات النازحين في خان يونس مطالبين بفتح المعابر، ورفعوا لافتات تطالب فقط بـ”العيش بسلام وسد الجوع”.
من جانبها، حذرت جمعية أصحاب المخابز من أن نصف سكان القطاع أصبحوا بلا دقيق، مشيرة إلى تدمير 25 مخبزًا بسبب القصف، بينما لم تُترك أي بدائل لإنتاج الخبز، الغذاء الأساسي للسكان.
وفي ظل النقص الحاد في الإمدادات، قالت الأمم المتحدة إن عدد الوجبات التي تعدها المطابخ المجتمعية تراجع بنسبة 46% خلال يوم واحد فقط، من 838 ألف وجبة إلى 454 ألفًا، مع إغلاق أكثر من 80 مطبخًا بسبب نقص المواد.
واعتبر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن المجاعة في غزة “جريمة مكتملة الأركان”، بينما أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن الجيش يستخدم التجويع كسلاح حرب في انتهاك فاضح لاتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948.
ودعا المكتب المجتمع الدولي إلى تحرك فوري لوقف المجاعة، وفتح المعابر دون شروط، مطالبًا بإرسال لجان تحقيق دولية، ومحاسبة الاحتلال أمام المحاكم الدولية، محذرًا من أن استمرار الصمت الدولي يرقى إلى “تواطؤ مباشر في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية”.