أخبارأفغانستان

في ذكراها الرابعة.. مدرسة “سيد الشهداء” تذكّر العالم بأن التلامذة الهزارة والشيعة ما زالوا مستهدفين في أفغانستان

تمرّ هذه الأيام الذكرى السنوية الرابعة للهجوم الإرهـ،ـابي الدموي الذي استهدف مدرسة “سيد الشهداء” في منطقة دشت برجي غربي العاصمة كابل، والذي أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الفتيات من طلاب المدرسة، في واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت أفغانستان وأثارت غضباً دولياً واسعاً.
في الثامن من أيار/مايو 2021، شهدت المدرسة انفجارين متتاليين خلال خروج الطالبات، مما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 85 شخصاً، معظمهم من الطالبات، إلى جانب إصابة أكثر من 150 آخرين، بينهم مارة وسكان من المنطقة. وقد حمّلت الحكومة الأفغانية السابقة آنذاك جماعة طالـ،ـبان مسؤولية الهجوم، واعتبره كبار المسؤولين، بمن فيهم الرئيس الأسبق محمد أشرف غني ونائبيه أمير الله صالح وسرور دانش، جريمة ضد الإنسانية تستهدف القضاء على فرص السلام في البلاد.
ورغم مرور أربع سنوات على تلك المجزرة، فإن مسلسل استهداف التلامذة الهزارة والشيعة في أفغانستان ما زال مستمراً بأساليب متعددة، حيث تعرضت مؤسسات تعليمية أخرى، كمركز “كوثر دانش” ومركز “كاج”، لهجمات مماثلة أسفرت عن مئات الضحايا، غالبيتهم من الفتيات الهزارات اللواتي كن يستعدن لامتحانات دخول الجامعات.
ومنذ عودة طالـ،ـبان إلى الحكم، تصاعدت الانتهاكات بحق التلامذة الشيعة والهزارة، لا سيما الفتيات، ولم تقتصر على التفجيرات، بل شملت حوادث متكررة من التسميم الجماعي داخل المدارس، في ظل صمت حكومي وعدم تحديد أي جهة مسؤولة عن هذه الهجمات. فقد شهدت الأسابيع القليلة الماضية حالات تسمم واسعة النطاق في ولاية دايكندي، أدت إلى نقل عشرات الطالبات إلى المستشفيات بعد تعرضهن لأعراض الغثيان والتقيؤ وفقدان الوعي، وسط اتهامات لطالـ،ـبان بالتقاعس المتعمد عن كشف الفاعلين.
ويرى مراقبون أن استهداف التلميذات الهزارة، تحديداً، جاء نتيجة تفوقهن اللافت في التعليم خلال الحقبة الجمهورية، حيث حققن مراتب متقدمة في امتحانات القبول الجامعي، ما أثار امتعاض الجماعات المتشددة والعنصرية التي تسعى لإقصائهن عن التعليم عبر القتل أو الترويع أو التسميم.
ورغم كل محاولات الترهيب، يواصل التلامذة الهزارة، وعلى رأسهم الفتيات، التمسك بحقهم في التعليم، متحدّين السياسات القمعية، ومواظبين على الحضور في المدارس والمراكز التعليمية، في صورة تعكس صمود هذه الشريحة في وجه حملات التمييز والعنف الممنهج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى