أخبارالعراقالهيئات و الشعائر الحسينية

راياتٌ من القماشِ ونبض القلبِ.. أمُّ سهيلٍ من قضاءِ بلدٍ تخيطُ الولاء لزينبَ عليها السلام

حين انحنت القلوبُ وجعاً لأنباءِ إنزال رايةِ السيّدةِ زينبَ (عليها السلام) من على قبتِها الطاهرة، وقفت الحاجةُ أمُّ سهيلٍ، من قضاءِ بلدٍ، شامخةً بوجعها، ترجمت دمعتها إلى خيطٍ وإبرة، وسارعت إلى السوق، تشتري الأقمشة وتبدأ بخياطةِ راياتٍ نقشتْ عليها اسم “زينب”، كأنّها تعيد رفع اللواء على جبين الولاء، وتنسج حبّها للسيدة الطاهرة خيطاً خيطاً.


تحدّثت الحاجةُ إلى “وكالةِ أخبارِ الشيعة” بصوتٍ تخنقه العبرة قائلة: “ما إن سمعتُ بخبر إنزال الراية حتى ضاق بي صدري، فهرعتُ أبحثُ عن قماشٍ يليقُ باسمها، وشرعتُ بخياطة الرايات وتوزيعها على محبّيها، علّي أُطفئُ شيئًا من نارِ اللوعة في قلبي.”
وفي مشهدٍ مؤثّر من التكاتف والولاء، انضمّ حسنٌ، أحد شبابِ القضاء، مع أصدقائه، ليجعلوا من مبادرة الحاجة أم سهيل مشروعًا جماعيًّا، يرسمون ويطبعون ويقصّون، يحملون حبّ زينبَ على أكتافهم، وينثرونه راياتٍ في الأزقة والبيوت.


لاقَت المبادرةُ صدىً واسعًا في قلوب الأهالي، الذين تسابقوا لنيل رايةٍ كُتب عليها اسم زينب، كأنها قطعةٌ من السماء تلامس الأرض، وتعيد في النفوس معنى الثبات والصبر والوفاء.


إنّ ما قامت به الحاجةُ أمُّ سهيلٍ، ليس مجرد خياطة، بل هو فعلُ مقاومةٍ روحيّة، ودرسٌ في كيف يتحوّل الحزن إلى عملٍ، والولاء إلى راية. هي امرأةٌ بسيطة، لكنّ فعلها بليغ، يروي كيف يكتبُ المحبّون تاريخَهم بإبرةٍ تغرز في القماش حبًّا لا يذبل.


ومن بلد الصمود، قضاءِ الحسينيين، ارتفعت راياتٌ خطّتها أمُّ سهيلٍ بيديها، ولكنّها كتبتها بقلبها: “يا زينبُ، لن تُنزلي من قلوبنا.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى