آسیاأخبارالعالم

“اليونيسف”: غزة تحوّلت إلى مقبرة جماعية.. وأطفالها يعيشون بين شبح الموت والإعاقة واليُتم

وصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” الوضع في قطاع غزة بأنه “كارثة إنسانية غير مسبوقة”، مؤكدة أن القطاع تحول إلى “مقبرة جماعية”، وأن الأطفال الذين يشكّلون نصف عدد السكان يعيشون بين أنقاض الحرب، يعانون من القصف والجوع واليُتم والإعاقة.
وقال كاظم أبو خلف، المتحدث باسم “اليونيسف” في فلسطين، إن أكثر من 630 ألف طالب وطالبة حُرموا من عام دراسي كامل، وقد يخسرون عامًا آخر، ما يجعل مستقبل جيلٍ بأكمله مهددًا بالضياع. وأضاف أن المنظمة تحاول إقامة “مساحات مؤقتة للتعليم” في مخيمات النزوح، لكنها سرعان ما تنهار تحت وطأة القصف والإخلاء القسري.
وأشار أبو خلف إلى أن أكثر من 80% من مساحة قطاع غزة باتت مناطق إخلاء قسري، وأن بعض العائلات نزحت ما يصل إلى 19 مرة. ولفت إلى أن القطاع الذي كان يُوصف لسنوات بأنه “سجن مفتوح” أصبح اليوم “مقبرة جماعية”، مشيرًا إلى مقتل 408 من العاملين في المجال الإنساني، بينهم 300 موظف تابع للأمم المتحدة، وهو أكبر عدد من الضحايا الأمميين في تاريخ المنظمة.
ووفق تقديرات المنظمة، قُتل منذ 7 أكتوبر 2023 ما لا يقل عن 15,613 طفلًا، بينما تجاوز عدد الجرحى 34,173، كثير منهم تعرضوا لإصابات دائمة، وسط عجز حاد في الرعاية الطبية والموارد الجراحية. وأوضح أبو خلف أن طفلة خضعت لثلاث عمليات بتر تدريجية بسبب نقص الأدوات، في مثال يجسد حجم المأساة التي يعيشها أطفال غزة.
وحذر من أن انقطاع المساعدات الإنسانية منذ الثاني من مارس أدى إلى كارثة متفاقمة، إذ لا طعام أو دواء أو مياه أو حتى حفاضات للأطفال. كما قُصفت محطات تحلية المياه وتوقفت الكهرباء عن محطة دير البلح، ما تسبب في انخفاض إنتاج المياه الصالحة للشرب بنسبة 85%، مؤثرًا على أكثر من مليون شخص بينهم 400 ألف طفل.
وفي ما يخص القطاع الصحي، أكد أبو خلف أن من أصل 36 مستشفى في غزة، لا يعمل أي منها بشكل كامل، فيما تعمل 20 فقط بشكل جزئي. وأشار إلى وجود أكثر من 15 ألف حالة حرجة بحاجة إلى الخروج لتلقي العلاج، بينهم 4500 طفل، مؤكدًا أن الأطفال يتقاسمون أجهزة التنفس المحدودة مع حديثي الولادة بسبب النقص الحاد، ما يضطر الأطباء لاتخاذ قرارات “قاتلة” حول من يُعطى الجهاز ومن يُترك للموت.
وعن المدارس، قال المتحدث إن نحو 95% منها تضررت جزئيًا أو كليًا، وتحول معظمها إلى مراكز إيواء مكتظة، بينما بات الأطفال بلا تعليم، وبلا أمل في المستقبل.
وختم أبو خلف بالقول: “غزة اليوم هي أسوأ مكان يمكن أن يعيش فيه طفل على وجه الأرض. ليس فقط لغياب الطعام والدواء، بل لانعدام الأمان وتواصل الحرب التي سرقت طفولتهم وحياتهم”، داعيًا إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار واستئناف دخول المساعدات الإنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى