
أسفرت غارات جوية أمريكية استهدفت منشآت حيوية في محافظة الحديدة، غربي اليمن، عن مقتل شخصين وإصابة 42 آخرين، إضافة إلى تدمير واسع طال البنى التحتية، من بينها مصنع باجل للإسمنت وميناء الحديدة، المنفذ البحري الرئيسي لإمدادات الغذاء والدواء في البلاد.
وأفادت مصادر محلية يمنية، أمس الإثنين 5 أيار/مايو، أن القصف الجوي تسبب في أضرار جسيمة بمصنع الإسمنت في مديرية باجل، مما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا بين العاملين في المصنع وسكان المناطق المجاورة، في حين أكدت وزارة الصحة في صنعاء أن الحصيلة لا تزال غير نهائية وسط استمرار عمليات الإنقاذ والإخلاء.
ويُعتبر المصنع أحد الأعمدة الاقتصادية في المنطقة، حيث يوفر دخلاً لمئات العائلات، وتفاقمت الأوضاع الإنسانية بعد تدميره نتيجة اعتماد عدد كبير من السكان المحليين عليه في تأمين سبل عيشهم في ظل التدهور الاقتصادي المستمر.
كما طالت الغارات ميناء الحديدة الاستراتيجي، الذي خرج عن الخدمة وفق ما أفادت به تقارير محلية، مما ينذر بكارثة إنسانية، إذ يعتمد أكثر من 20 مليون يمني على وارداته التي تشمل ما يقارب 80% من الغذاء والدواء الذي يدخل إلى البلاد.
شهود عيان أكدوا أن الطائرات استهدفت أحياء سكنية مكتظة مثل حي السلخانة وحي الحوك، وأحدثت حالة من الذعر، لا سيما بين النساء والأطفال، بسبب التحليق المنخفض والانفجارات المتكررة.
وفي سياق متصل، قالت مصادر طبية في الحديدة إن المستشفيات المحلية تواجه عجزاً حاداً في الأدوية والمستلزمات الطبية، واضطرت بعض المؤسسات الصحية إلى معالجة الجرحى في ممرات الطوارئ نتيجة نقص الكوادر الطبية وتزايد أعداد المصابين.
ويأتي هذا التصعيد العسكري في وقت يعيش فيه اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 17 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بينما يواجه ما يزيد عن مليوني طفل خطر سوء التغذية الحاد، ما يجعل أي استهداف للبنية التحتية الحيوية بمثابة كارثة مضاعفة على المدنيين.