أخبارأفغانستان

اليوم العالمي لحرية الصحافة: الإعلام في أفغانستان تحت قبضة طالـ،ـبان وتضييق مستمر

صادف يوم السبت الثالث من أيار/مايو، اليوم العالمي لحرية الصحافة، في وقت تعيش فيه حرية الإعلام في أفغانستان واحدة من أسوأ مراحلها، تحت حكم حركة طالـ،ـبان التي فرضت قيودًا مشددة على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، وقادت البلاد نحو تراجع خطير في مستوى الشفافية وتعددية الآراء.
وأشارت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، بهذه المناسبة، إلى أن البيئة الإعلامية في البلاد أصبحت عرضة لتضييق غير مسبوق منذ سيطرة طالـ،ـبان على الحكم عام 2021، موضحة أن التحديات لا تقتصر على القيود السياسية فحسب، بل تشمل أيضًا أزمات مالية واقتصادية خانقة أثّرت بشدة على استمرارية وسائل الإعلام.
وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة البعثة، روزا أوتونباييفا، إن اليوم العالمي لحرية الصحافة “يُعيد إلى الأذهان أهمية وجود صحافة حرة ومستقلة في بناء مجتمعات واعية وفاعلة”، محذّرة من أن الإعلام الأفغاني “يشهد تآكلاً خطيرًا، وسط سياسات تقويض حرية التعبير وتعدد الأصوات”.
وبحسب تقرير للبعثة، جاءت أفغانستان في المرتبة 175 من أصل 180 دولة في التصنيف العالمي لحرية الصحافة، ما يعكس عمق الانهيار في هذا القطاع الحيوي، حيث حظرت طالـ،ـبان النقاشات السياسية، وفرضت رقابة مسبقة على البرامج، وألزمت القنوات التلفزيونية بالحصول على موافقة مسبقة على المحتوى من جهات تابعة لها.
كما عمدت الجماعة إلى فرض قانون “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” كأداة جديدة لقمع الإعلام، ما أدى إلى حظر نشر صور ذوات الأرواح في عدد من الولايات، وإغلاق العديد من القنوات أو تحويلها إلى بث إذاعي، في مسار يُنذر بتحول أفغانستان تدريجيًّا إلى “بلد بلا صور”، وفق تعبير تقارير أممية.
ولم تتوقف الانتهاكات عند حد الرقابة، بل شملت أيضًا ملاحقة الصحفيين واعتقال عدد منهم، ما خلق مناخًا من الخوف والرقابة الذاتية، وأضعف قدرة المؤسسات الإعلامية على ممارسة دورها.
إلى جانب القمع السياسي، تعاني وسائل الإعلام من ضغوط مالية متزايدة نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، وانخفاض الدعم الدولي، ما أجبر العديد من المؤسسات الإعلامية على الإغلاق أو تقليص نشاطها، خاصة تلك التي تعمل من المنفى.
وأكدت بعثة الأمم المتحدة أن هذه الأوضاع المعقدة، والمركبة بين القمع السياسي والانهيار الاقتصادي، تدفع الإعلام الأفغاني إلى حافة الانهيار، وتهدد بتحويل البلاد إلى فضاء أحادي الصوت، رغم تعدديتها العرقية والثقافية المعروفة.
ودعت البعثة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته في حماية حرية الصحافة في أفغانستان، ودعم الصحفيين والمؤسسات الإعلامية التي تواجه خطر التلاشي في ظل نظام أحادي اللون يسعى لإسكات كل صوت مستقل أو مخالف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى