
تواصلت لليوم الرابع على التوالي موجة نزوح المدنيين من مدينتي صحنايا وجرمانا في ريف دمشق، على خلفية الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين مسلحين محليين وفصائل تابعة لوزارة الدفاع السورية، وأسفرت عن سقوط أكثر من 40 قتيلاً وجريحاً، بينهم مدنيون، رغم انتشار قوات الأمن منذ الأربعاء الماضي في المنطقتين.
واندلعت الاشتباكات فجراً يوم الثلاثاء، إثر تداول تسجيل صوتي منسوب لشخص من الطائفة الدرزية يتضمن إساءات للنبي محمد، ما أشعل حالة من الغضب الشعبي واحتقاناً طائفياً، تفجرت معه مواجهات في مدينتي جرمانا وصحنايا ذات الغالبية الدرزية، وسط اتهامات متبادلة وتأجيج من أطراف مسلحة.
ورصدت مصادر محلية عائلات تنزح مشياً على الأقدام من صحنايا باتجاه الأرياف المحيطة ومحافظات أكثر استقراراً، خصوصاً السويداء، في ظل انعدام وسائل النقل وانقطاع الطرق بسبب الأوضاع الأمنية. وتجمع صباح أمس السبت عشرات الطلاب الجامعيين في جرمانا بانتظار وسائط نقل تقلهم إلى السويداء، دون جدوى.
وقال شيار عبدو، أحد النازحين من صحنايا إلى حي الشيخ مقصود في مدينة حلب، إن عائلته اضطرت لعبور طرق وعرة وسط الاشتباكات للخروج من المنطقة بعد تدهور الأوضاع وانعدام المواد الأساسية. وأشار إلى أن الوضع الإنساني في صحنايا وجرمانا لا يزال سيئاً، وسط نقص المواد الغذائية والخبز وارتفاع الأسعار، ما دفع نسبة كبيرة من السكان للمغادرة.
ورغم انتشار عناصر الأمن في المدينتين، أبدى سكان محليون من الطوائف الدرزية والكردية والمسيحية مخاوف من عمليات انتقام قد تنفذها جماعات متطرفة، في ظل غياب ضمانات حقيقية بالحماية، وفق ما أكده مصدر ميداني محلي.
في السياق ذاته، صعّدت إسرائـ،ـيل من هجماتها الجوية في سوريا، إذ شنت طائراتها ليلة الجمعة غارات استهدفت مواقع عسكرية في أربع محافظات، من بينها دمشق ودرعا وحمص وحماة. وأعلنت تل أبيب أن الغارات استهدفت مواقع لصواريخ أرض-جو ومدافع مضادة للطائرات وبنى تحتية عسكرية، مؤكدة عزمها الاستمرار في “حماية مواطني إسرائـ،ـيل”.
وكانت طائرة إسرائـ،ـيلية قد استهدفت ليلة الخميس موقعاً قرب القصر الرئاسي في دمشق، وأوضح رئيس الوزراء الإسرائـ،ـيلي بنيامين نتنياهو أن هذه الغارة تمثل “رسالة واضحة للنظام السوري”، مضيفاً أن بلاده “لن تسمح بانتشار القوات السورية جنوب دمشق أو بتهديد الدروز”.