
كشفت دراسة علمية نُشرت في مجلة “بيوساينس” أن التغيّر المناخي بات يشكّل التهديد الأكبر للأنواع المدرجة ضمن قانون الأنواع المهددة بالانقراض في الولايات المتحدة، الصادر عام 1973، حيث يؤثر حاليًا على نحو 91% من تلك الأنواع.
واعتمد الباحثون في دراستهم على تحليل بيانات شاملة تضم وثائق رسمية لتصنيف الأنواع، وتقييمات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، إلى جانب معطيات جديدة حول حساسية الكائنات الحية تجاه التغيّرات المناخية. وقد شمل التحليل 2766 نوعًا مهددًا بالانقراض عبر الولايات المتحدة وأقاليمها.
وبحسب الدراسة، لا يواجه التنوع البيولوجي تهديد التغير المناخي بمعزل عن غيره، بل يتقاطع معه أربعة أسباب رئيسة أخرى مرتبطة بالنشاط البشري، وهي: تغير استخدام الأراضي والبحار، والاستغلال المفرط للأنواع، والتلوث، وانتشار الأنواع الدخيلة. وأظهرت النتائج أن 86% من الأنواع تتعرض لأكثر من عامل تهديد في الوقت ذاته، حيث جاءت الشعاب المرجانية والرخويات والبرمائيات ضمن الكائنات الأكثر تأثّرًا.
وحذّر الباحثون من أن الوثائق الرسمية المعتمدة في تقييم المخاطر غالبًا ما تقلل من شأن الأثر الفعلي للتغيّر المناخي، داعين إلى تضمين “حساسية الأنواع للتغير المناخي” بوضوح في قرارات إدراج الأنواع ضمن لوائح الحماية وفي خطط الإدارة البيئية.
وأكدت الدراسة أن العديد من الأنواع لا تزال تفتقر إلى تقييمات حديثة، ما يثير القلق من تهديدات غير مرصودة بعد. ورغم الحاجة الملحّة لسد الفجوات المعرفية، شدّد الباحثون على أن تأجيل التحرك بحجة نقص البيانات غير مبرّر، قائلين: “لسنا بحاجة إلى مزيد من الأبحاث لندرك أن التنوع البيولوجي يواجه تهديدات متكررة ومستدامة”.
وتبرز الدراسة كذلك أهمية اعتماد استجابات بيئية متكاملة، نظراً لتشابك العوامل المؤثرة، حيث يؤدي التغير المناخي إلى تفاقم تأثيرات أخرى، مثل ازدياد ظاهرة ابيضاض الشعاب المرجانية، وتغير أنماط الهجرة البرية وتوافر الغذاء، مما يستدعي وضع استراتيجيات شاملة تتناسب مع حجم التحديات البيئية الراهنة.