
شهدت بلدة صحنايا في ريف دمشق، يوم الأربعاء 30 نيسان/أبريل، اشتباكات دامية أودت بحياة 22 شخصاً، وسط حالة من التوتر الأمني المتصاعد، وموجة نزوح واسعة لمئات المدنيين، في وقت أعرب فيه اتحاد الإعلام الحر عن قلقه الشديد إزاء مصير صحفيين فُقد الاتصال بهما خلال تغطيتهما للأحداث.
وتعود الاشتباكات إلى خلفيات طائفية، بعد أن امتدت التوترات إلى صحنايا، وهي بلدة تضم عدداً كبيراً من أبناء الطائفة الدرزية، ما دفع سكانها إلى الفرار نحو مدن وبلدات مجاورة مثل داريا ومعضمية الشام والجديدة، بالإضافة إلى قرى جبل الشيخ، ومنها عرنة وقلعة جندل.
ورافق نزوح المدنيين اشتباكات متقطعة وتبادل لإطلاق النار، إلى جانب غارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع مختلفة داخل سوريا، ما زاد من حدة التوتر وتعقيد المشهد الأمني، خصوصاً في محيط دمشق. وقال سكان محليون إن البلدة شهدت “ليلة صعبة” تخللها دوي رشقات نارية وسقوط قذائف، تواصلت آثارها حتى ساعات النهار.
في هذا السياق، أعلن اتحاد الإعلام الحر فقدان الاتصال بالصحفي أكرم صالح والمصور جودي حاج علي أثناء تغطيتهما الميدانية في بلدة أشرفية صحنايا، مطالباً المنظمات الدولية المعنية بحماية الصحفيين بالتدخل الفوري للكشف عن مصيرهما وضمان سلامتهما.
وحذر الاتحاد من خطورة الأوضاع الحالية على حياة الصحفيين والعاملين في الحقل الإعلامي داخل سوريا، مشدداً على ضرورة توفير بيئة آمنة لممارسة العمل الصحفي، في ظل تفاقم المخاطر التي تهدد حياة المدنيين والمراسلين على حد سواء.
وتُظهر الأحداث الأخيرة مدى هشاشة الوضع الأمني في سوريا، والتحديات التي تواجهها الحكومة المؤقتة في السيطرة على الفصائل المسلحة التابعة لها، وسط تصاعد القلق من اتساع دائرة العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية.