
وثقت منظمة “مواطنة لحقوق الإنسان” مقتل ما لا يقل عن 138 مدنياً، بينهم 19 طفلاً و5 نساء، وإصابة 292 آخرين، جراء الغارات الجوية الأمريكية التي استهدفت مناطق متفرقة في اليمن خلال الأسابيع الأخيرة، ووصفت الهجمات بأنها “انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني”.
وقالت المنظمة، في بيان صدر أمس الثلاثاء 29 نيسان/أبريل، إن عمليات الرصد والتوثيق كشفت عن استهداف مباشر لعشرات المواقع المدنية المحمية، من بينها منازل وأسواق ومرافق صحية ومنشآت حيوية، في محافظات صنعاء وأمانة العاصمة، الحديدة، صعدة، إب، حجة، الجوف، وذمار، وذلك في إطار الحملة العسكرية الأمريكية التي بدأت في 15 آذار/مارس الماضي.
وأوضحت رئيسة المنظمة رضية المتوكل أن المدنيين في اليمن يواجهون فصولاً متكررة من المعاناة منذ سنوات، مشيرة إلى أن الهجمات الأخيرة تمثل امتداداً لانتهاكات سابقة ارتكبتها القوات الأمريكية، بما في ذلك عمليات الطائرات المسيّرة ودعم التحالف العسكري بقيادة السعودية والإمارات.
وأكدت المتوكل أن الغارات الأمريكية الأخيرة تظهر استهتاراً مستمراً بالقانون الدولي، محذرة من أن هذه الأفعال قد تشكل “جرائم حرب” بموجب المادة الثامنة من نظام روما الأساسي، ودعت إلى تحرك دولي عاجل لمحاسبة المسؤولين عنها.
وتضمن تقرير المنظمة تفاصيل لعدد من الغارات التي وصفتها بالمروعة، من أبرزها الهجوم الذي وقع في 17 نيسان/أبريل على منصة وقود في ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة، والذي أسفر عن مقتل 80 مدنياً بينهم طفلان وإصابة 171 آخرين، فضلاً عن تدمير البنية التحتية للميناء والتسبب بتسرب بيئي خطير.
وفي هجوم آخر استهدف مصنعاً للربلات في مديرية بني مطر بصنعاء، أشارت المنظمة إلى مقتل 6 مدنيين وإصابة 27 آخرين، من بينهم مسعفون وعمال مطعم، بعد استهداف غارة أمريكية لسيارة إسعاف وصلت لموقع الحادث.
كما وثقت المنظمة هجمات أخرى على مستودع في منطقة عصر بالعاصمة صنعاء، وعلى المجمع الحكومي في مديرية الحزم بالجوف، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير منشآت مدنية.
وشددت المنظمة على أن هذه الهجمات تنتهك مبادئ التمييز والتناسب والاحتياطات الواجب اتخاذها لحماية المدنيين، كما ورد في البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، مؤكدة ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات المستمرة.
ودعت “مواطنة لحقوق الإنسان” إلى فتح تحقيقات مستقلة وشاملة في هذه الغارات، والعمل على إنهاء سياسة الإفلات من العقاب التي تسمح بارتكاب مزيد من الانتهاكات ضد المدنيين في اليمن، مشيرة إلى أن الحصيلة المعلنة لا تمثل سوى الجزء الموثق من الخسائر، في ظل استمرار فرقها بالعمل في ظروف ميدانية صعبة.