كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) عن أن 7.3% من الأطفال العراقيين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً يعملون، مؤكدة أن جزءاً من هؤلاء يمارسون أعمالاً تشكل خطراً على سلامتهم الجسدية والنفسية، في وقت تسعى فيه السلطات العراقية إلى تقليص هذه الظاهرة من خلال برامج دعم مادي وغذائي للعائلات.
وأوضح مسؤول في مكتب اليونيسف في العراق، أن هذه الأرقام تستند إلى نتائج المسح العنقودي متعدد المؤشرات السادس (MICS6) الذي أُجري عام 2018، مشيرًا إلى أن عمالة الأطفال تسجّل نسبًا متفاوتة في المحافظات، حيث بلغت 13.1% في أربيل و7.1% في السليمانية.
وفي مواجهة هذه الظاهرة، أكّد المتحدث باسم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية حسن خوام أن الوزارة أطلقت منحة مالية للطلاب أسهمت في إعادة أكثر من 123 ألف طالب إلى الدراسة، موضحًا أن عدد المستفيدين من هذه المنحة بلغ أكثر من مليونين و300 ألف طالب في مختلف المراحل التعليمية، حيث يحصل طلاب المرحلة الابتدائية على 30 ألف دينار شهريًا، وطلاب المتوسطة على 50 ألفًا، وطلاب الجامعات والمعاهد على 100 ألف دينار.
كما أشار خوام إلى توزيع سلال غذائية على العائلات التي لديها أطفال في المدارس، مؤكداً أن أكثر من مليوني عائلة استفادت من هذه المبادرة التي تهدف إلى دعم الاستقرار الأسري وتشجيع التعليم.
من جهتها، تعمل اليونيسف بالتنسيق مع الحكومة العراقية على مجموعة من الإجراءات الرامية إلى الحد من عمالة الأطفال، تشمل دعم وحدات حماية الطفل، وتقديم مساعدات للأسر الفقيرة، وتعزيز التحاق الأطفال بالمدارس، إلى جانب حملات توعية ومناصرة لإصدار وتنفيذ سياسات وطنية أقوى تحمي حقوق الطفل وتمنع استغلالهم في سوق العمل.
وبحسب التعداد العام للسكان الذي أجري بين 20 و22 تشرين الثاني 2024، فإن نحو 36% من سكان العراق هم دون سن الخامسة عشرة، ما يعكس حجم التحديات التي تواجه الجهات الرسمية والدولية في حماية هذه الفئة من مخاطر العمالة المبكرة وضمان حقهم في التعليم والحياة الكريمة.
