حذّرت منظمة “أطباء بلا حدود”، أمس الاثنين، من تداعيات وصفتها بـ”المدمرة” لقرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف المساعدات الدولية، مشيرة إلى أن هذا الإجراء أدى إلى اضطراب واسع وغير مسبوق في البرامج الصحية والإنسانية حول العالم.
وقالت الإدارة العامة للمنظمة في الولايات المتحدة إن ما يحدث “لم نشهده من قبل”، في إشارة إلى حجم الارتباك الذي أصاب منظومات الدعم الصحي في عدد من البلدان، بعد مرور ثلاثة أشهر فقط على القرار الأميركي. وأضافت أن الوضع بات “خطيرًا وغير مقبول”، داعية الإدارة الأميركية والكونغرس إلى التراجع عن القرار والوفاء بالتزامات واشنطن تجاه الصحة العالمية والمساعدات الإنسانية.
وأوضحت المنظمة أن توقف العديد من البرامج أدى إلى تعقيد مهمة تقديم الرعاية الصحية، وزيادة تكلفتها، في وقت تعاني فيه وزارات الصحة الوطنية من تراجع قدراتها، مع انخفاض عدد الشركاء الدوليين الفاعلين. كما أشارت إلى أن عمليات إحالة المرضى للخدمات التخصصية أصبحت أكثر صعوبة، في ظل توقعات بنقص الإمدادات الطبية نتيجة تعطل سلاسل التوريد في عدد من الدول والمناطق.
وذكرت “أطباء بلا حدود” أن منظمات ممولة أميركياً أوقفت توزيع مياه الشرب على النازحين في مناطق شديدة الهشاشة مثل دارفور في السودان، وتيغراي في إثيوبيا، والعاصمة الهاييتية بورت أوبرانس، مما يعرض المجتمعات هناك لأزمات صحية حادة.
وفي الصومال، أدى نقص التمويل الأميركي واستمرار الأزمات إلى تزايد حالات سوء التغذية الحاد، حيث بات مستشفى “باي الإقليمي” المدعوم من المنظمة يستقبل مرضى قطعوا مسافات تصل إلى 200 كيلومتر بحثاً عن الرعاية الطبية.
ومن بين أبرز الآثار المباشرة للقرار الأميركي، توقفت برامج مكافحة فيروس نقص المناعة (الإيدز) في بلدان مثل جنوب أفريقيا وأوغندا وزيمبابوي، مما يهدد حياة آلاف المرضى الذين يعتمدون على العلاج المضاد للفيروسات. كما انسحبت منظمات إنسانية كانت تنشط في المناطق الحدودية بين جنوب السودان وإثيوبيا، حيث تواجه الفرق الطبية تفشيًا متسارعًا لوباء الكوليرا وسط تصاعد العنف ونقص الموارد.
ويأتي هذا التحذير في وقت يُتداول فيه أن إدارة الرئيس الأميركي تعتزم تمديد قرار تجميد المساعدات لشهر إضافي، وهو ما ترى فيه “أطباء بلا حدود” خطرًا على ملايين الأرواح، في دول تعاني أزمات متفاقمة وتعتمد بشكل كبير على المساعدات الدولية للبقاء.
