أخبارالعالم الاسلاميالعراق

“الحسينية القديمة” في بدرة.. ذاكرة الطين وجذوع النخيل تشهد على وفاء الكورد الفيليين لإرثهم العريق

في قلب محلة القلعة، بقضاء بدرة في محافظة واسط، تقف “الحسينية القديمة” شاهدة على روح أرضٍ لم تنسَ أبناءها، وعلى طينٍ حمل عبق السنين، وجذوع نخيلٍ احتضنت المآتم والدعوات. شُيّدت هذه الحسينية عام 1940 ميلادي، بيدٍ مؤمنة، لا تملك سوى الطين وجريد النخيل، لكنها أقامت بها صرحًا لا تقدر عليه الخرسانة ولا يُطاولُه الزمن.


تلك البقعة المباركة التي يتفيّأ ظلالها الكورد الفيليون، أبناء الأرض، الذين حملوا إرثهم وهويتهم الدينية والثقافية بين ضلوعهم، لا تزال تنبض بالحياة، بفضل أيادي المخلصين من أبناء محلة القلعة، الذين حافظوا على معلمهم كما يحافظ المؤمن على موضع سجوده.
يقول المعلم المتقاعد محمد توفيق محسن، أحد أبناء المنطقة: “الحسينية بقيت محافظة على طابعها التراثي رغم مرور أكثر من ثمانية عقود، وما ذلك إلا بفضل الوفاء الذي يحمله أبناء هذه المحلة لذاكرتهم الدينية”.


ويضيف: “نحن سكان محلة القلعة، أحفاد الذين شادوا هذا المكان، شهدنا تبدلات السنين، لكننا لم نفارق ترابنا، ولا تنكرنا لبيوت الطين ولا لوهج المواكب في ليالي الحزن والولاء”.


الحسينية القديمة ليست مجرد مبنى، بل ذاكرة حيّة، تنبض بالأذان واللطميات، وشاهد على أمانة حملها الكورد الفيليون، جيلاً بعد جيل، بأن يبقى هذا المكان مأوى للمحرومين، ومنارةً للهُدى، وسِجِلًّا مفتوحًا لأصالة لا تُمحى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى