الأمم المتحدة: 70% من النساء في أفغانستان يواجهن عوائق في الوصول إلى المساعدات الإنسانية

أبرز تقرير حديث صادر عن قسم شؤون المرأة في الأمم المتحدة أن أكثر من 70% من النساء في أفغانستان يواجهن صعوبات كبيرة في الوصول إلى المساعدات الإنسانية بسبب العديد من القيود.
وأشار التقرير، الذي صدر يوم الأحد 27 أبريل، إلى أن النقص في الكوادر النسائية ضمن المنظمات الإنسانية والقيود المفروضة على حركة النساء، هما السببان الرئيسيان لهذه التحديات.
ويتناول التقرير التأثير القائم على النوع الاجتماعي فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية في أفغانستان، موضحًا أن القوانين الصارمة التي تفرضها حركة طالـ،ـبان على النساء، مثل إلزام وجود وصي ذكر وفرض أنظمة لباس مشددة، قد حدّت بشكل كبير من مشاركة النساء في الحياة العامة.
كما شدد التقرير على أن حظر طالـ،ـبان لعمل النساء ضمن المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة قد قيد وصول النساء إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والتغذية والحماية، مما قوض دور النساء في المساهمة بتقديم استجابات فعالة وعادلة داخل المجتمع.
ومن أكثر النتائج المثيرة للقلق التي كشف عنها التقرير استمرار تقييد تعليم الفتيات، حيث لا تتلقى سوى 43% من الفتيات في سن الدراسة تعليمهن، مع غياب شبه كامل للفتيات في الفئة العمرية بين 13 و17 عامًا عن المدارس، مما يساهم في استمرار دوامة الفقر في البلاد.
وكشف التقرير أيضًا أن الضغوط الاقتصادية، خاصة على الأسر التي تعيلها نساء، قد تفاقمت خلال عام 2024، حيث اضطرت بعض العائلات إلى اتخاذ تدابير قاسية مثل تقليل عدد الوجبات اليومية، وإخراج الأطفال من المدارس، وزواج الأطفال المبكر.
علاوة على ذلك، أدى نقص العاملات في المجال الصحي إلى تراجع حاد في وصول النساء إلى الخدمات الطبية، مما أدى إلى تفاقم أوضاع الصحة الإنجابية. ومع محدودية قدرة النساء والفتيات على اتخاذ القرارات داخل المجتمع، زادت المخاطر المرتبطة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي والزواج المبكر.
ورغم هذه التحديات، لعبت المنظمات النسائية دورًا حيويًا في الدفاع عن حقوق النساء، إلا أنها تعاني من نقص التمويل. وأوصى التقرير بزيادة توظيف النساء ضمن المنظمات الإنسانية، وتقديم الدعم المالي للمؤسسات التي تقودها النساء للمساهمة في تخفيف هذه الأوضاع.
وأكد التقرير على الحاجة الماسة إلى دعم دولي لضمان وصول نساء وفتيات أفغانستان إلى الموارد والحقوق التي يستحقنها. وفي ظل تفاقم الأزمة الإنسانية، شدد التقرير على أن تمكين النساء وضمان مشاركتهن في عملية إعادة البناء أمر حاسم لتحقيق الاستقرار والتقدم طويل الأمد في أفغانستان.