أخبارأمريكا

“توماس إيروينغ”.. رائد مترجمي القرآن في أمريكا الشمالية

يُعتبر “توماس بالنتين إيروينغ”، المعروف بـ “الحاج تعليم علي أبو نصر”، من أبرز الشخصيات التي ساهمت في ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية في أمريكا الشمالية. وُلد إيرفينغ في عام 1914 في مدينة “بريستون” بولاية “أونتاريو” الكندية، واعتنق الإسلام في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي. وكان أول من قدم الترجمة الإنجليزية الأمريكية للقرآن في عام 1985، وهو إنجاز يُعتبر علامة فارقة في تاريخ ترجمات القرآن في المنطقة.
تُعد ترجمة إيروينغ بعنوان “The Qur’an: First American Version” نتيجة جهد استمر لأكثر من عشرين عامًا، وقد نُشرت بعد أن قام إيروينغ، الذي حصل على درجات علمية مرموقة في اللغات الحديثة ودراسات الشرق الأدنى، بتطوير ترجمته بناءً على دراسات معمقة. كانت هذه الترجمة بداية لمرحلة جديدة في ترجمة القرآن في أمريكا الشمالية، حيث لم تُترجم أي نسخة من القرآن إلى الإنجليزية داخل المنطقة قبل ذلك.
ترجمته للقرآن كانت نقدًا ضمنيًا للترجمات السابقة، مثل تلك التي أعدها “نولدكه” و”بل”، حيث اعتبر إيرفينغ أن تلك الترجمات كانت منحازة. كما أشار إلى أهمية الحفاظ على خصوصية النص العربي وجماله في ترجمته للإنجليزية. من خلال هذه الترجمة، حاول إيروينغ تحقيق رغبة “يوسف علي” الذي دعا إلى تحويل الإنجليزية إلى “لغة إسلامية” منذ عام 1934.
إيروينغ لم يكن مجرد مترجم فحسب، بل كان أيضًا كاتبًا وباحثًا في الدراسات الإسلامية. فقد كتب العديد من الكتب حول الإسلام، من بينها “هل وُلدت مسلماً” و”الإسلام وجوهره”، بالإضافة إلى عمله كأستاذ في العديد من الجامعات الأميركية، حيث شغل منصب رئيس قسم العلوم والتكنولوجيا في الكلية الأمريكية الإسلامية في شيكاغو وأستاذًا بارزًا في جامعة “تينيسي”.
كما أن هذه الترجمة تم تمويلها من متبرعين مختلفين، بما في ذلك شركة حلال كبيرة أسسها مهاجرون مسلمون من بلاد الشام في أمريكا، مما يعكس الدعم الكبير من قبل المجتمع المسلم في المنطقة.
إن ترجمة إيروينغ تُعد خطوة حاسمة نحو تحرر ترجمات القرآن الكريم من هيمنة الاستعمار الأوروبي، في وقت شهدت فيه صناعة النشر الإسلامية في أمريكا الشمالية نموًا كبيرًا، معتمدًا على شبكات المهاجرين المسلمين الذين أتاحوا للمجتمعات الإسلامية في أمريكا الشمالية فرصة الوصول إلى المعرفة الدينية بمستوى جديد من الفهم والعمق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى