أخبارالعراق

كويه: أقارب ضحايا الأنفال يطالبون بنقل المقابر إلى مسقط رأسهم

طالب ذوي ضحايا الأنفال بمنطقة نقرة السلمان في إقليم كردستان العراق بإعادة جثامين أقاربهم إلى وطنهم الأم، وتعويضهم عن معاناتهم الطويلة. وأعربت تافجا حمه صالح، مديرة شؤون الشهداء وضحايا الأنفال في كويه، عن عمق الصدمة التي شهدتها خلال زيارتها الأخيرة لنقرة السلمان، مشيرة إلى اكتشاف رأس طفل صغير بين الضحايا الذين قضوا في تلك المأساة.
وقالت تافجا حمه صالح: “لقد فوجئت للغاية في الزيارة الأخيرة عندما اكتشفنا رأس طفل لا يتجاوز سنه بضع سنوات. كل عام، في كوييسنجق، نحيي ذكرى مأساة الأنفال لمدة شهر كامل، وهذا العام كان لدينا مطلب محدد بنقل مقابر شهدائنا إلى مقابر جماعية في سجون نقرة السلمان أو إلى الصحاري حيث لا يوجد أي أثر للحياة. نقيمهم هناك لكي لا ننسى معاناتهم.”
وأوضحت صالح أن الهدف من الرحلة الثالثة إلى صحاري نقرة السلمان في جنوب العراق كان التنسيق مع وكالة شهداء العراق للمطالبة باستعادة جثامين الشهداء الذين دفنوا في المقابر الجماعية، وتوثيقها في كويه، مع طلب استعادة الوثائق المتعلقة بالشهداء.
وأشارت صالح إلى أن مطالب ذوي ضحايا الأنفال تتضمن الحصول على جميع الامتيازات التي يحصل عليها ذوو الشهداء في الأراضي العراقية، إضافة إلى التعرف على الجثث المدفونة في المقابر الجماعية وإعادتها إلى مناطقها الأصلية، ليتمكن أقارب الضحايا من زيارة قبورهم.
وفي حديثها عن المأساة التي شهدتها في صحاري نقرة السلمان، قالت تافجا حمه صالح: “ما رأيته في الصحاري لا يمكن وصفه بالكلمات. لم أستطع إلا أن أتخيل كيف عاش أقاربنا في هذا المكان، دون هواء أو ماء، حتى أن قلوبنا تخفق وتترتجف أرواحنا عندما نفكر في أمهات تم إطلاق النار عليهن أمام أطفالهن. هذا المكان، بعيد عن الحياة، يجعل الدماء تسيل من عيوننا.”
وفيما يتعلق بموقف الحكومة الكردية من نقل المقابر إلى كردستان، أكدت تافجا حمه صالح أن “ذلك كان ينبغي أن يحدث منذ وقت طويل بعد تحرير كردستان، حيث كان من المفترض أن يتم جمع عينات دم لتوثيق الجريمة باعتبارها إبادة جماعية. لكن للأسف، لم يتم الاتفاق على بعض القضايا بسبب المصالح الشخصية لبعض الشخصيات السياسية.”
تجدر الإشارة إلى أن عملية الأنفال التي نفذها النظام البعثي العراقي في عام 1988 استهدفت الأكراد في العراق، وأسفرت عن مقتل أكثر من 182 ألف شخص، من بينهم نساء وأطفال ورجال، كما تم تهجير العديد منهم إلى الصحاري والمناطق النائية.
تستمر المطالب بإعادة الاعتراف الرسمي بالأنفال باعتبارها إبادة جماعية، لكن الخلافات السياسية داخل الإقليم عرقلت الجهود في تحقيق ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى