اتساع رقعة المجاعة في غزة ووفاة عشرات الأطفال وسط استمرار الحصار والقصف الإسرائـ،ـيلي

أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الجمعة، نفاد جميع مخزوناته الغذائية في قطاع غزة، محذراً من تفاقم الكارثة الإنسانية مع استمرار منع الجيش الإسرائـ،ـيلي دخول المساعدات الإنسانية منذ أكثر من 55 يوماً. وأوضح البرنامج أن آخر ما تبقى من مخزوناته الغذائية قد سُلّم إلى مطابخ الوجبات الساخنة، والتي من المتوقع أن تنفد منها الأطعمة بالكامل خلال الأيام المقبلة.
بالتزامن مع ذلك، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من أن القطاع يقف “على شفا الموت الجماعي”، محمّلاً الجيش الإسرائيـ،ـلي وداعميه المسؤولية الكاملة عمّا وصفه بـ”جريمة الإبادة الجماعية الموثقة بالصوت والصورة”. ودعا المكتب إلى فتح ممر إنساني آمن وعاجل لإنقاذ أكثر من 2.4 مليون فلسطيني مهددين بالموت جوعاً، مشدداً على أن أي تأخير في الاستجابة سيُعد “تواطؤاً واضحاً وجريمة ضد الإنسانية”.
في السياق ذاته، أفادت تقارير طبية وأمنية بتسجيل 52 حالة وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، بينهم 50 طفلاً، في واحدة من أبشع صور القتل البطيء التي يشهدها القطاع. وأشارت التقارير إلى أن أكثر من 60 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، فيما يعاني أكثر من مليون طفل من الجوع المزمن والهزال الشديد.
من جانبها، أكدت منظمة “أطباء بلا حدود” أن شح الإمدادات الغذائية أثر بشكل خطير على المرضى في غزة، مما يعرقل تعافي المصابين، خاصة من الحروق، حيث أجرت الفرق الطبية التابعة لها أكثر من ألف عملية جراحية منذ مايو 2024، 70% منها لأطفال.
وفي ظل تفاقم الكارثة الإنسانية، حذرت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان من استمرار الحصار الإسرائـ،ـيلي الذي دمّر حياة نحو 2.2 مليون شخص في القطاع خلال الـ18 شهراً الماضية.
ميدانياً، واصل الجيش الإسرائـ،ـيلي قصفه العنيف على القطاع، حيث استهدفت الغارات والقصف المدفعي أحياء ومناطق متعددة، منها حي الشجاعية شرق غزة وبلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس، ما أسفر عن وقوع إصابات عديدة وشهداء، من بينهم المواطن هاني الزق أبو عيادة. وأعلنت المصادر الطبية عن مقتل 14 شخصاً في القصف المستمر حتى مساء الجمعة.