تسلّم مجمع القرآن الكريم في الشارقة نسخة نادرة من مخطوطة مصحف “كاتا لانغار”، أهدتها له جمهورية أوزبكستان عبر مركز الحضارة الإسلامية، في خطوة تعكس عمق التعاون الثقافي والديني بين الجانبين، وحرصهما على الحفاظ على الإرث الإسلامي العريق.
ويُعدّ مصحف “كاتا لانغار” من أقدم المصاحف المخطوطة في العالم، ويستمد اسمه من مسجد “لانغار أوتا” الواقع في منطقة كاشكاداريا جنوبي أوزبكستان. ويعود تاريخ كتابته، وفق تقديرات العلماء، إلى الربع الأخير من القرن الثامن الميلادي، وهي فترة تُعدّ مفصلية في التكوين المبكر لقواعد اللغة العربية وتاريخ تدوين المصحف الشريف.
وكتبت المخطوطة بخط كوفي حجازي على رقّ مصنوع من جلد العجل المصقول، وتبلغ أبعاد صفحاتها نحو 52.5 × 34 سم. ويحتوي المصحف على آيات من 44 سورة، من بينها 22 سورة كاملة، وقد نُسخت بعناية فائقة، تعكس ملامح الفن الإسلامي المبكر في الكتابة والخط والتجليد.
أما الغلاف الجلدي للمخطوطة، فيعود إلى القرن الرابع عشر، وقد خضع لأعمال ترميم في القرن السابع عشر، ما ساعد على الحفاظ عليه لأكثر من عشرة قرون.
وكانت السلطات العلمية والثقافية في أوزبكستان وروسيا قد أطلقتا في عام 2024 مشروعاً لطباعة الصفحات المتبقية من هذه المخطوطة التاريخية، بإصدار محدود موجّه للمراكز البحثية والمؤسسات الدينية المعنية بالدراسات القرآنية، بهدف إحياء التراث الإسلامي وصونه.
ويُعد إهداء هذه النسخة النادرة إلى مجمع القرآن الكريم في الشارقة خطوة مهمة تكرّس دور المجمع كمركز عالمي لحفظ وعرض نسخ المصاحف النادرة، وتعزيز جهود التبادل الثقافي والمعرفي بين العالمين العربي والإسلامي.
