
تصاعدت موجة الغضب الشعبي والسياسي في العراق على خلفية الحديث عن استقبال زعيم جبهة النصرة السابق، الجولاني، في العاصمة بغداد، وسط إدانات واسعة اعتبرت الخطوة استخفافاً بكرامة الضحايا واستهانة بدماء الأبرياء الذين سقطوا في تفجيرات دامية لا تزال آثارها محفورة في الذاكرة العراقية.
وأكد الحراك الشعبي رفضه القاطع لاستقبال الجولاني المتهم بارتكاب جرائم ضد العراقيين، محذّراً من تداعيات مثل هذه الخطوة على النسيج الوطني ومشاعر ذوي الشهداء. وقال رئيس الهيئة التنظيمية للحراك حسين علي جاسم في تصريح تابعته “وكالة أخبار الشيعة”، إنّ “الحراك يرفض بشدة استقبال المجرم والقاتل الجولاني الذي تلطخت يداه بدماء العراقيين الأبرياء”، معتبراً أنّ “الحديث عن استقباله يمثل استخفافاً بكرامة شعبنا وتضحياته، وتجاوزاً لمشاعر ذوي الضحايا الذين لا يزالون يطالبون بالعدالة”.
وأشار جاسم إلى أنّ الحراك سينظّم تظاهرات عارمة في بغداد رفضاً لما وصفه بـ”محاولة تطبيع مع شخصية متورطة في الإرهـ،ـاب”، محذّراً من أن “الإصرار على مثل هذه الخطوة سيقابل بمواقف تصعيدية من الشارع العراقي”.
من جانبها، عبّرت النائبة ابتسام الهلالي عن استنكارها الشديد لما يتردد حول استقبال الجولاني، واصفة ذلك بـ”الاستهانة المعيبة بدماء الأبرياء”. وأكدت الهلالي أنّ “الجولاني شخصية إرهـ،ـابية معروفة ومطلوب للقضاء العراقي لتورطه في تنفيذ عمليات إرهـ،ـابية، أبرزها تفجيرات الكرادة التي راح ضحيتها العشرات”، مشدّدة على وجود “معارضة كبيرة داخل مجلس النواب لهذه الزيارة غير المقبولة”.
وبين الغضب الشعبي والرفض البرلماني، تتصاعد الدعوات لاتخاذ موقف رسمي حازم يمنع أي محاولة لتلميع صورة من وصفه المتظاهرون بـ”قاتل الأبرياء”. ومع تصاعد الغليان في الشارع العراقي، يؤكد المحتجون أن “الذاكرة الجماعية لا تُمحى بزيارة أو استقبال، وأن العدالة لا تزال مطلباً قائماً لا يمكن التنازل عنه”.