
أطلقت “منظمة مناصرة ضحايا دارفور” نداءً إنسانياً عاجلاً، محذّرة من تفاقم الأوضاع المعيشية والصحية في ولاية شمال دارفور غربي السودان، بعد موجة نزوح جماعي من مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها، بلغت نحو 70 ألف نازح، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.
وقالت المنظمة في بيان نشرته، أمس الإثنين، على صفحتها الرسمية، إن تدفق النازحين إلى وحدة “كورما الإدارية” ومعسكر “سلك” بدأ منذ 16 نيسان/أبريل، في أعقاب تصاعد النزاع المسلح، حيث وصلت في البداية نحو 40 أسرة فقط، ثم تتابعت قوافل النزوح عبر عربات النقل الكبيرة من قرى منكوبة مثل “جرنة”، و”دونكي كشطة”، و”الشجرة”، وأطراف مدينة الفاشر.
وأضاف البيان أن الأعداد ارتفعت بسرعة لتصل إلى نحو 500 أسرة حتى يوم الأحد، أي ما يقارب 70 ألف شخص يعيشون في ظروف مأساوية في العراء، من دون مأوى أو غذاء أو خدمات صحية أو حتى مياه شرب آمنة.
وأكّدت المنظمة أن النازحين يعتمدون حالياً على جهود تطوعية محلية محدودة، تقودها مبادرات شبابية تسعى لنقل المياه وشراء كميات ضئيلة من الطعام عبر تبرعات مجتمعية لا تفي بأدنى متطلبات الحياة، مشيرةً إلى غياب أي استجابة من المنظمات الإنسانية الدولية حتى الآن، رغم استمرار تدفق النازحين بمعدل يتراوح بين 200 إلى 400 أسرة يومياً.
وأعربت المنظمة عن قلقها من تدهور الوضع الصحي في مخيم “سلك”، بعد ظهور حالات حادة من سوء التغذية لدى الأطفال دون سن الخامسة، وسط انعدام البنية الصحية وغياب الكوادر الطبية المتخصصة، مؤكدة أن الرعاية تُدار عبر مبادرات بدائية بإمكانات متواضعة، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى الغذاء العلاجي والمكملات والرعاية الطبية العاجلة.
ودعت المنظمة في ختام بيانها المجتمع الدولي، ومنظمات الإغاثة الدولية، ووكالات الأمم المتحدة، والمانحين الإقليميين والدوليين، إلى تحرك فوري لإنقاذ حياة آلاف المدنيين، مطالبة بدعم مباشر لإنشاء مراكز إيواء طارئة، وتوفير المواد الغذائية ومياه الشرب، وتأسيس وحدات صحية متنقلة، إلى جانب دعم المبادرات المحلية العاملة في الميدان.