
يشكل الأطفال في مخيم الهول شمال شرقي سوريا، والبالغ عددهم نحو 22 ألفاً من مختلف الجنسيات، تحديًا أمنيًا وإنسانيًا متفاقمًا، في ظل غياب برامج التأهيل وارتفاع مستويات التطرف، بحسب ما أكدته جيهان حنان، الرئيسة المشتركة لإدارة المخيم.
وفي تصريحات لها، حذّرت حنان من تنامي الفكر المتشدد بين الأطفال الذين يُعرفون داخل المخيم بلقب “أشبال الخلافة”، مشيرة إلى أن هؤلاء الأطفال ينشؤون في بيئة تتبنى فكر تنظيم د1عش، حيث يخضعون لتأثير مباشر من ذويهم أو من خلايا نائمة داخل المخيم، الأمر الذي يجعلهم “شديدي العنف وخطرين على الحاضر والمستقبل”.
وقالت حنان إن “الأطفال ضحايا لبيئة متطرفة ونمط تربية قائم على العنف والاعتقاد ببقاء د1عش، دون أن تتوفر لهم أي برامج لإعادة التأهيل أو الدمج المجتمعي”، مضيفة أن هذا الوضع ينعكس سلبًا على سلوكهم تجاه الطواقم الإغاثية والعاملين في المخيم، لا سيما في قسم “المهاجرات” الذي يضم نساءً وأطفالاً من جنسيات أجنبية.
ويُعدّ قسم المهاجرات، بحسب حنان، “الأكثر تطرفًا”، إذ تنتمي فيه النساء إلى عائلات د1عشية انضمت للتنظيم عن قناعة، ويظهر ذلك في لباس الأطفال وسلوكهم، وحتى في استخدام إشارات ورموز متطرفة، مؤكدة أن أعمال العنف التي تقع داخل المخيم تكون في الغالب “مدبرة ومحفزة من الأمهات”.
وتحدثت حنان عن وجود أطفال دون سن الخامسة في القسم، رغم أن أصغر طفل يُفترض أن يكون وُلد قبل 2019، تاريخ سقوط آخر معاقل د1عش في الباغوز، مشيرة إلى معلومات تؤكد أن بعض النساء يقمن باستغلال الأطفال الذين يدخلون سن البلوغ جنسياً لإنجاب مزيد من الأبناء، ضمن استراتيجية لإعادة بناء التنظيم عبر “زيادة النسل”.
وأشارت إلى أن “كل من في المخيم يخضع فعلياً لسلطة الخلايا النائمة”، وأنه “لا يمكن للإدارة دخول قسم المهاجرات”، مطالبة بإعادة الأطفال إلى بلدانهم الأصلية لتحمّل كل دولة مسؤوليتها القانونية والإنسانية تجاه من يحمل جنسيتها.
وحول وضع العائلات السورية في المخيم، أوضحت حنان أنه “سيتم العمل على إعادتهم إلى مناطقهم بالتنسيق مع الحكومة المؤقتة، لحمايتهم من خطر التطرف الذي يهدد فكرهم وسلامتهم”.
ودعت حنان المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته تجاه ما وصفته بـ”القنبلة الموقوتة”، في إشارة إلى الأطفال الذين ينشؤون على فكر د1عش داخل مخيم الهول، محذرة من أن استمرار هذا الوضع من دون تدخل فاعل قد تكون له تداعيات خطيرة على أمن المنطقة والعالم.