كشف تقرير صادر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بالشراكة مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، عن مؤشرات مقلقة تتعلق بواقع النساء في سوق العمل بالدول العربية، وفي مقدمتها المغرب، الذي سجل معدلات بطالة مرتفعة ومشاركة محدودة للنساء في الاقتصاد الرسمي.
ووفق التقرير، الذي صدر ضمن النسخة الأولى من “التقدم المُحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة: لمحة إقليمية حول النوع الاجتماعي في الدول العربية لعام 2024″، بلغ معدل بطالة النساء البالغات (15 سنة فما فوق) في المغرب خلال عام 2023 نحو 17.2%، ما يضع المملكة ضمن الدول ذات المعدلات الأعلى عربياً، رغم أنه يبقى دون المتوسط الإقليمي البالغ 19.5%.
أما في فئة الشابات (15-24 سنة)، فقد بلغت البطالة 44.4%، ما يجعل المغرب ضمن قائمة الدول التي تعاني من نسب بطالة شبابية نسائية مرتفعة، إلى جانب دول مثل مصر والعراق وليبيا، متجاوزاً دولاً مثل لبنان والإمارات.
وأشار التقرير إلى أن 64.9% من النساء العاملات في المغرب ينشطن في القطاع غير المهيكل، ما يعكس هشاشة أوضاعهن المهنية وغياب الحماية الاجتماعية، رغم أن هذا المعدل يبقى أقل من دول مثل السودان (92.3%) وموريتانيا (91.7%).
وفي ما يخص التمكين المالي، أظهرت المعطيات أن نحو 32.7% من النساء في المغرب يمتلكن حساباً مصرفياً أو يستخدمْن خدمات مالية عبر الهاتف المحمول، وهو معدل متوسط مقارنة ببعض دول الخليج، لكنه أعلى من نسب بلدان الجوار.
كما سجل التقرير أن أكثر من نصف الشابات المغربيات، بنسبة بلغت 53.9%، كن خارج سوق العمل أو التعليم أو التدريب المهني سنة 2023، وهي من بين أعلى النسب عربياً.
ويهدف التقرير إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها النساء في المنطقة العربية، وتقديم مؤشرات تساعد في رسم سياسات أكثر شمولاً لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً.
