أخبارالعراق

طريق الحج الكوفي ما بين الكوفة ومكة: شريان تاريخي ضمن حديقة جيولوجية جديدة في العراق تحت مظلة اليونسكو

أعلنت منظمة اليونسكو ضم (درب زبيدة) أو ما يعرف بطريق الحج الكوفي، الواقع بين مدينة الكوفة التاريخية في العراق ومكة المكرمة، إلى شبكة الحدائق الجيولوجية العالمية، ليكون من بين 16 موقعًا جديدًا انضمت مؤخرًا إلى هذه الشبكة الدولية التي تحتفي بالتراث الجيولوجي والبيئي والثقافي.
ويُعد طريق الحج الكوفي (درب زبيدة) أحد أبرز المعالم التراثية في المنطقة، ويمتد على مسار قديم استخدمه الحجاج لقرون طويلة، ويزخر بعدد كبير من الآثار والبنى التاريخية التي تشهد على دوره المحوري في ربط العراق بالحجاز. ويضم الطريق العديد من الآبار والبرك التي شُيّدت لخدمة الحجاج، إلى جانب واحة فَيْد التي كانت محطة رئيسية للتزود بالماء والاستراحة.
ووفقاً لما ورد في تقرير اليونسكو، يُبرز هذا الطريق البُعد الإنساني والثقافي الذي تتقاطع فيه الجغرافيا بالتاريخ، من خلال المعالم التي ما تزال قائمة مثل القلعة القديمة وآبارها التي بلغت خمساً وأربعين بئراً، والتي كانت تشكّل بنية تحتية متقدمة لخدمة القوافل.
كما تحتضن المنطقة المحاذية للدرب في العراق مواقع أثرية مميزة، بينها قرية طابة الأثرية التي تضم ما يُعرف بـ”المصايد الصحراوية”، وهي هياكل حجرية كانت تُستخدم في عمليات الصيد، وتشهد على أساليب الحياة القديمة وتفاعل الإنسان مع بيئته الصحراوية.
ويمثل إدراج هذه المنطقة ضمن شبكة الحدائق الجيولوجية العالمية لليونسكو اعترافاً بأهميتها العلمية والتاريخية، حيث تتداخل الطبقات الجيولوجية بالصروح الثقافية، وتُتاح من خلالها فرص واسعة للبحث والتعليم والسياحة المستدامة. كما يندرج هذا التصنيف ضمن جهود المنظمة في دعم التراث الجيولوجي والثقافي في الدول العربية، وتوسيع خارطة المواقع الطبيعية ذات الأهمية العالمية في الشرق الأوسط.
ويأمل خبراء التراث والجيولوجيا أن يُسهم هذا الاعتراف في تعزيز الحماية والترويج لدرب زبيدة كأحد الشواهد الحية على التفاعل بين الإنسان والطبيعة، وعلى الإرث العابر للحدود الذي يربط حضارات العراق والحجاز عبر التاريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى