أخبارأمريكا

مشروع عقاري إسلامي في تكساس يثير جدلاً واسعاً وسط اتهامات سياسية ودعوات للتحقيق

يواجه مشروع عقاري إسلامي ضخم في ولاية تكساس الأميركية موجة جدل سياسي وقانوني، بعدما أعرب مسؤولون جمهوريون عن معارضتهم له، في مقدمتهم حاكم الولاية غريغ أبوت، الذي وصف المشروع بأنه لا يتوافق مع “قيم تكساس”، ورفض أي وجود لما أسماه “الشريعة الإسلامية” في الولاية.
المشروع الذي أطلقه رجل الأعمال عمران تشودري، وهو مطور عقاري من أصول باكستانية، يقع في مدينة جوزيفين بالقرب من بلانو، ويتضمّن بناء حي متكامل يحتوي على ألف وحدة سكنية، ومدرسة، ومستشفى، ودار للمسنين، ومركز مجتمعي، ومسجد.
لكنّ هذه المبادرة وُوجهت بموجة من الانتقادات والتشكيك، وصلت إلى فتح السلطات المحلية تحقيقًا رسميًا بشأن “أنشطة إجرامية محتملة”، بحسب ما أعلن الحاكم أبوت، الذي شدد عبر منشور له على منصة “إكس” على أنه “لا مكان للشريعة في تكساس”، مشيرًا إلى رفض الولاية لأي “مناطق محظورة”، في إشارة إلى أحياء تصفها بعض الخطابات اليمينية بأنها خارجة عن سلطة القانون.
في السياق ذاته، دعا السيناتور الجمهوري جون كورنين إلى تحقيق حول المشروع، زاعمًا أنه “قد ينتهك الحقوق الدستورية لسكان تكساس من اليهود والمسيحيين”.
المطور عمران تشودري نفى هذه المزاعم، مؤكّدًا أن المشروع لا يستهدف المسلمين فقط، وأن كل منشآته – بما فيها المسجد والمركز المجتمعي – مفتوحة للجميع. وقال مستهزئًا: “لن نجلب شرطتنا الخاصة أو خدمة إطفاء خاصة بنا”، موضحًا أن المشروع لا علاقة له بتطبيق أي قوانين دينية.
ويحمل المشروع اسم “إيبيك سيتي” اختصارًا لـ”مدينة المركز الإسلامي في شرق بلانو”، لكنه ليس مدينة مستقلة، بل حي سكني من المتوقع إنجازه خلال 15 عامًا.
تصاعد الجدل أثار مخاوف بين السكان المسلمين في بلانو والمناطق المحيطة بها، وسط تزايد حوادث الكراهية والاعتداءات العنصرية، وفق ما أكده عدد من السكان المحليين. وقال الإمام يسير قدحي إن “نشر الأكاذيب من قبل أطراف يمينية متطرفة ليس جديدًا، لكنّ المؤسف هو أن مسؤولين منتخبين باتوا يتبنّون هذه الروايات”.
المشروع يحظى بدعم عدد من العائلات المسلمة المقيمة في المنطقة، مثل مويتري رحمن، التي تأمل في بناء منزل لعائلتها في “إيبيك سيتي”، مؤكدة أن المسلمين “مواطنون مثل أي طائفة أخرى في هذا البلد”.
أما المدرّسة فوزية بلال، فرأت أن “المسلمين هنا هم موظفوكم وأطباؤكم ومهندسوكم. نحن نعيش الحلم الأميركي كأي مواطن آخر”، معربة عن أسفها لما وصفته بحملة ممنهجة لتشويه المشروع والنيل من الجالية المسلمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى