أخبارالعالم الاسلامي

الكراهية ليست حرية تعبير.. استنكار واسع في إيطاليا لتصريحات كاتب شهير دعا لإطلاق النار على المسلمين

أثارت تصريحات صادمة أطلقها الكاتب والصحفي الإيطالي الشهير، فيتوريو فيلتري، موجة استنكار واسعة بعد أن قال على الهواء مباشرة خلال برنامج إذاعي: “سأطلق النار على المسلمين في أفواههم”، في تجاوز خطير اعتبره مراقبون تحريضًا مباشرًا على العنف والكراهية ضد المسلمين في إيطاليا.
الصحفية الإيطالية البارزة، مدالينا تشيلانو، مسؤولة قسم الجيوسياسية في موقع “الصداقة”، أدانت هذه التصريحات في مقالة حادة، معتبرة أن ما قاله فيلتري ليس رأيًا شخصيًا ولا يدخل ضمن حرية التعبير، بل هو “هجوم مباشر على أسس الحياة المدنية وتحريض على الإبادة”. وأضافت أن “الكراهية ليست رأيًا، وحرية التعبير لا تعني التهديد والتحريض على العنف”.
الكاتب فيلتري، الذي يشغل أيضًا عضوية المجلس البلدي في مدينة ميلانو وينشط ضمن حزب “إخوة إيطاليا” اليميني الحاكم، كان مديرًا سابقًا لصحيفة Indipendente، ما يسلّط الضوء على حجم الخطورة في تصريحاته، خاصة أنها جاءت من شخصية إعلامية نافذة ومرتبطة بالسلطة السياسية.
وقد فرضت هيئة تنظيم الاتصالات الإيطالية (AGCOM) غرامة مالية قدرها 150 ألف يورو على إذاعة “راديو 24″، التي بُثّت عبرها التصريحات، في خطوة اعتُبرت متأخرة وغير كافية مقارنة بخطورة الحادث.
تشيلانو أكدت أن ما صدر عن فيلتري “لم ينتهك فقط حدود اللياقة، بل تجاوز القانون الديمقراطي وتحول إلى منبر للكراهية”، معتبرة أن ما يحدث في إيطاليا من تطبيع لخطاب الإسلاموفوبيا والعنصرية يشكل خطرًا عميقًا على وحدة المجتمع.
وشددت الكاتبة الإيطالية على أن المسلمين في إيطاليا ليسوا غرباء، بل هم جزء من النسيج الوطني، يشاركون في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، ومعظمهم من المواطنين والطلاب والعمال، إلا أنهم يتعرضون بشكل ممنهج للتشويه والتحريض.
وختمت تشيلانو بالقول إن على وسائل الإعلام، بما فيها إذاعة راديو 24، أن تتحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية، وألا تكون منصة لترويج خطاب الكراهية، داعيةً المؤسسات الإعلامية الإيطالية إلى اتخاذ موقف واضح: إما أن تكون جزءًا من الحل، أو أن تبقى شريكة في ترسيخ الكراهية والتمييز.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه المخاوف من تصاعد مظاهر الإسلاموفوبيا في الخطاب الإعلامي والسياسي الإيطالي، في ظل غياب إجراءات حازمة تردع المحرّضين على العنف وتضمن احترام مبادئ العدل والمساواة لجميع المواطنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى