
دعا المرجع الديني الأعلى، سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي، المؤمنين إلى جعل هموم المسلمين وحاجاتهم جزءاً أساسياً من أولوياتهم في الحياة، مؤكداً أن الاهتمام بشؤون الآخرين ينبغي أن يكون بمستوى الاهتمام بالنفس، لما يحمله ذلك من أبعاد دينية واجتماعية عظيمة.
جاء ذلك ضمن سلسلة توجيهات عقائدية واجتماعية وسياسية نشرها الموقع الرسمي لمكتب سماحته تحت عنوان “نبراس المعرفة”، حيث شدد المرجع الشيرازي على أن “الاهتمام بأمور المسلمين لا يكون شكلياً أو عارضاً، بل يجب أن يصل إلى حدّ أن يشعر به الإنسان كهمّ شخصي يلازمه في حياته”، موضحاً أن من يحمل هماً لعمله ينجزه بجديّة ويُسخّر له جهده، فكذلك يجب أن يكون الحال عند السعي لقضاء حوائج المسلمين والتخفيف من معاناتهم.
وأشار سماحته إلى أن هذا الواجب قد يأخذ أحياناً صبغة فردية وأحياناً أخرى صبغة عامة، تبعاً لنوع الحاجة والظرف، مبيناً أن هناك تفاوتاً في درجات هذا الاهتمام، فقد يكون واجباً عينياً على الفرد، أو واجباً كفائياً على المجتمع بحسب طبيعة المشكلة.
وأوضح المرجع الشيرازي أن الاهتمام بالأمور العامة للمسلمين كالسلم والحرب، والاقتصاد والسياسة، والتعليم والتربية، أولى من الاهتمام بالأمور الفردية، مع التأكيد على أهمية الالتزام بكليهما، مستشهداً بسيرة النبي الأكرم وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) الذين قدّموا مصالح الأمة على مصالحهم الشخصية، وضحّوا بالغالي والنفيس من أجل كرامة المسلمين وإعلاء كلمة الله.
وختم سماحته بالتأكيد على أن هذه المبادئ تمثّل جوهر رسالة الإسلام الحنيف، وأن تطبيقها في واقع الحياة يُسهم في بناء مجتمع متراحم ومتماسك، ويعيد للأمة قدرتها على مواجهة التحديات وتحقيق العدالة الاجتماعية والرفاه العام.