أخبارأفغانستان

وسط قلق شعبي متزايد.. طالـ،ـبان تفرض ارتداء العمامة والزي التقليدي في المدارس والمؤسسات الحكومية

كابُل – تزايدت شكاوى الطلاب والموظفين في عدد من الولايات الأفغانية من القيود الجديدة التي تفرضها حركة طالـ،ـبان، والتي تلزم الذكور بارتداء الزي التقليدي الأفغاني المعروف بـ”الشالوار” باللون الأبيض أو الأزرق السماوي، إلى جانب “اللونغي” أو العمامة، كشرط لدخول المدارس ومؤسسات الدولة، في إجراء أثار موجة من القلق والغضب الشعبي، وسط تصاعد حدة الضغوط النفسية والاقتصادية.


وبحسب شهادات طلاب من عدة مدارس في ولايات بغلان وتخار وكابل، فقد مُنع العديد منهم من دخول الصفوف الدراسية لعدم ارتدائهم العمامة، كما سُجّل آخرون كمتغيبين أو تعرضوا لعقوبات جسدية. وأكد بعضهم لصحيفة “هشت صبح” الأفغانية أنهم لا يستطيعون تحمّل كلفة الزي الإجباري، في ظل فقرٍ مدقع يعاني منه الأهالي.
في مدرسة “قلعة الإسلام” بمدينة بولي خمري، قال طلاب إنهم طُردوا من الفصول بعد تشديد الإدارة على التقيّد بتوجيهات طالـ،ـبان. ونصّ بيان صادر عن المدرسة على إلزام طلاب الصفوف من الأول إلى التاسع بارتداء الشالوار الأزرق السماوي مع عمامة أو قلنسوة بيضاء، فيما يُلزم طلاب المراحل العليا بارتداء الشالوار الأبيض مع العمامة، كما يُمنع إدخال الهواتف الجوالة إلى المدرسة.
وفي ولاية تخار، تعرّض طلاب من مدرسة “الاتحاد الإسلامي” للطرد من المدرسة بسبب عدم ارتداء العمامة، وأغلقت الإدارة أبوابها أمام من لا يلتزم بالزي، مع تسجيل غيابات بحقهم. وفي العاصمة كابل، تحدث أحد الطلاب عن تعرضه للضرب بالسوط من قِبل إدارة المدرسة، لنفس السبب، وعبّر عن إحباطه قائلاً: “من الأفضل أن نصمت ونواصل حياتنا… لا يمكننا تحمّل نفقات مثل هذه العمائم”.
الضغوط لم تقتصر على طلاب المدارس، بل امتدت إلى الموظفين الحكوميين أيضاً، حيث أصدرت سلطات طالـ،ـبان في ولاية بلخ تعميماً يمنع أي موظف يهذّب لحيته من التوقيع في سجل الحضور، مع إلزام الجميع بارتداء العمامة أو القلنسوة والشالوار، وجمع تعهدات خطية بذلك.
وكانت حركة طالـ،ـبان قد أصدرت توجيهاً سابقاً من القائد الأعلى هبة الله أخوندزاده، يلزم المؤسسات التعليمية بفرض الزي الموحد، إلى جانب تغييرات واسعة في المناهج الدراسية تشمل حذف مواد تعليمية، وتعديل أخرى بما يتماشى مع أيديولوجية طالـ،ـبان، بما في ذلك الترويج للجهاد، ورفض الديمقراطية، وتصوير الطائفة الشيعية كغرباء، وإقصاء النساء من حق التعلم.
وتثير هذه السياسات قلقاً واسعاً في الشارع الأفغاني، في ظل تصاعد القيود الاجتماعية والثقافية، وغياب أي أفق لحوار وطني أو انفتاح تعليمي شامل يشمل جميع مكونات المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى