
في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لتجميل صورتها أمام المجتمع الدولي، طلبت حركة طالـ،ـبان المتطرفة من إيران التعاون في إعادة إعمار مرقد الإمام يحيى بن زيد، أحد أحفاد الإمام زين العابدين عليه السلام، في ولاية سرپل شمال أفغانستان، وذلك خلال لقاء بين والي طالـ،ـبان في الولاية والقنصل العام الإيراني في مدينة مزار شريف.
ويأتي هذا الطلب رغم تاريخ طالـ،ـبان الحافل بالعداء للشيعة، وسجلها الدموي الذي ما زال مثقلاً بالانتهاكات الجسيمة ضد أتباع أهل البيت عليهم السلام، بدءاً من المجازر التي ارتكبتها في مناطق الهزارة وبلخ وباميان، مروراً بدعمها لتنظيمات إرهابية مثل القاعدة وداعش التي استهدفت بشكل مباشر المساجد والحسينيات ومواكب العزاء، وصولاً إلى فرضها قيوداً صارمة على إحياء الشعائر الحسينية، لا سيما في أيام عاشوراء، ومنعها لمظاهر الحزن في مناسبات آل البيت، واعتقالها وملاحقتها للناشطين الشيعة الدينيين والاجتماعيين.
ويرى متابعون للشأن الأفغاني أن طالـ،ـبان تحاول من خلال هذه الخطوة إرسال رسائل إلى الخارج تفيد بأنها “منفتحة” و”تحترم الأقليات”، بينما تشير الوقائع اليومية إلى أن الحركة لا تزال تمارس التمييز والإقصاء بحق الشيعة، وتفرض قيوداً مشددة على حرياتهم الدينية والثقافية والاجتماعية.
المرقد الذي يعود إلى الإمام يحيى بن زيد، أحد الثائرين في وجه الحكم الأموي، بدأ العمل على ترميمه منذ عام 2002، إلا أن المشروع لم يكتمل حتى اليوم.
الخطوة الطالبانيّة أثارت تساؤلات حول مدى جدية الحركة في احترام حقوق الشيعة، وهل ستعمل على تحسين فعلي لأوضاعهم، أم أن الأمر لا يعدو كونه حملة علاقات عامة تهدف إلى كسب الاعتراف الدولي عبر إظهار وجه مزيّف للاعتدال.