
أثارت تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها وزير التعليم العالي في حكومة طالـ،ـبان، ندى محمد نديم، موجة واسعة من الغضب والاستهجان في أوساط النشطاء والمدوّنين، بعد أن وصف “طاعة الأمير” بأنها أمر إلهي، مشبّهًا زعيم الحركة بأنه “خليفة رسول الله”، بل وذهب إلى القول إن إهانته تُعدّ إهانة للنبي نفسه.
وفي لقاء عقد بعنوان “شرح المرسوم الخاص بمنع العادات الخاطئة”، صرّح الوزير بأن “إهانة أمير المسلمين والتمرد عليه أمر محرّم”، مضيفًا أن “احترام الأمير واجب على المسلمين”، وأن “أمير الخلافة هو نبي الله”، على حد تعبيره، وهو ما وصفه كثيرون بأنه تجاوز صريح للثوابت الدينية وتوظيف للدين لتقديس الحاكم وتعطيل أي مساحة للنقد أو المساءلة.
وجاءت هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه الانقسامات داخل حركة طالـ،ـبان، لا سيما بين جناح زعيم الحركة هيبة الله أخوندزاده المتمركز في قندهار، وأنصار سراج الدين حقاني، وزير الداخلية في حكومة طالـ،ـبان، والذي يُعدّ من أبرز الأصوات الناقدة لسياسات زعيم الحركة.
وكان حقاني قد غاب عن المشهد العلني لأكثر من شهر، في مؤشر على توتر داخلي، قبل أن يُشارك في اجتماع أمني عُقد في قندهار برئاسة أخوندزاده، حيث كشفت مصادر مطلعة أنه وجّه خلال الاجتماع انتقادات حادة لسياسات الزعيم، محذرًا من أنها تُفاقم الفجوة بين طالـ،ـبان والمجتمع، وقد تدفع إلى انشقاقات داخلية.
وفي هذا السياق، اعتبر ناشطون ومراقبون أن تصريحات ندى محمد نديم ليست سوى محاولة يائسة لفرض سلطة مطلقة لزعيم طالـ،ـبان، في وقت تعاني فيه الحركة من اضطرابات داخلية وانهيار في ثقة الشارع، مؤكدين أن مثل هذه الخطابات تعكس عقلية استبدادية لا تمت بصلة إلى القيم الإسلامية التي تدعو إلى الشورى والمحاسبة، بقدر ما تُعبّر عن سعي محموم لفرض الولاء الأعمى تحت غطاء ديني.
وقد علّق أحد المدوّنين بالقول: “حتى الأنظمة الاستبدادية لا تجرؤ على القول إن انتقاد الحاكم يُعدّ إساءة للنبي. ما يحدث في أفغانستان الآن انحدار خطير نحو تسلّط باسم الدين”، فيما وصف آخر تلك التصريحات بأنها “محاولة لاحتكار الدين لصالح السلطة، وفرض حالة من التقديس المنافي للعقل والشرع”.