أخبارأمريكا

حاكم ولاية تكساس يشنّ حملة لمنع مسلمي الولاية من بناء منازل ومسجد في مشروع سكني

شنّ حاكم ولاية تكساس، غريغ أبوت، حملة واسعة لمنع المسلمين من بناء مشروع سكني ومسجد على مساحة 400 فدان خارج مدينة جوزفين في شمال تكساس، في خطوة وُصفت بأنها تعكس تصاعد الإسلاموفوبيا في أوساط المسؤولين الجمهوريين بالولاية.
وفي شباط/ فبراير الماضي، أعاد أبوت نشر فيديو تعريفي بالمشروع السكني المقترح، المعروف باسم “مدينة إيبيك”، مرفقاً بتصريح قال فيه: “للتوضيح، الشريعة الإسلامية غير مسموح بها في تكساس. كما لا يسمح للمدن التي تُطبّق الشريعة الإسلامية”، ما أثار موجة واسعة من الجدل والانتقادات، وفق ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز.
ورغم أن المشروع كان محصوراً في نطاق محلي ولم يحظَ بتغطية واسعة، إلا أن تصريحات الحاكم، إلى جانب نشره المتكرر عنه – بما لا يقل عن 11 مرة خلال أسابيع – جعلت المشروع محل أنظار الولاية بأكملها، ودفعته إلى قلب النقاش العام.
واتهم أبوت المركز الإسلامي الذي يقف خلف المشروع بارتكاب مخالفات في قوانين الإسكان والتمويل، وأمر بفتح تحقيقات متعددة في أنشطته، كما انضم المدعي العام للولاية، كين باكستون، إلى الحملة بإعلانه تحقيقاً جنائياً منفصلاً.
المشروع الذي لم تُقدَّم بعد خططه التفصيلية، واجه منذ بداية ظهوره تصريحات عنصرية من بعض السكان المحليين، إذ عبّر عدد من المتحدثين في جلسة استماع عامة بمقاطعة كولين عن مخاوف تستند إلى تصورات نمطية عن الإسلام، تراوحت بين اتهامات بنشر “جرائم الشرف” إلى التحذير من “تزويج الفتيات الصغيرات”.
ورغم تأكيد القائمين على المشروع، ومنهم عمران تشودري وسرفراز أحمد، أن “مدينة إيبيك” ليست مخصصة للمسلمين فقط، فإن المعارضة لها ازدادت بعد أن اتُّهمت مواد ترويجية قديمة بأنها تستهدف المسلمين تحديداً، وهو ما وصفه المطورون بأنه “سوء فهم” غير مقصود.
كما أُجبر المركز الإسلامي على وقف خدمات الجنازة بعد تلقيه خطاباً من لجنة خدمات الجنازات في تكساس يطالبه بوقف تلك الأنشطة، رغم أن جميع الإجراءات المتعلقة بدفن الموتى كانت تتم بالتنسيق مع دور جنازة مرخصة.
محامو المركز الإسلامي، وعلى رأسهم دان كوغديل، اعتبروا أن الحملة ضد المشروع تعيد إلى الأذهان ردود الفعل المليئة بالكراهية عقب هجمات الحادي عشر من أيلول، مؤكّدين عدم وجود أي مخالفات قانونية.
في المقابل، وجدت الجالية المسلمة دعماً من بعض الشخصيات الدينية في المجتمع، مثل القس آندي أودوم، الذي عبّر عن تقديره للمسلمين في منطقته، مؤكّداً أنهم “لم يسعوا يوماً إلا ليكونوا جيراناً صالحين”، رغم تردده بشأن فكرة المشروع السكني نفسه.
الحملة الحالية، التي يرى كثيرون أنها تنطوي على استهداف ديني مباشر، تُعيد تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها المجتمعات المسلمة في الولايات المتحدة، خاصة في ظل تنامي خطاب الكراهية والتضييق السياسي من قبل بعض المسؤولين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى