
انطلقت، أمس الأحد 13 نيسان/أبريل 2025، فعاليات النسخة الأولى من مهرجان تعزيز الذاكرة في محافظة النجف الأشرف، بتنظيم من جامعة الكوفة، وبرعاية العتبة العباسية المقدسة، تحت شعار (دروس الماضي… اِنطلاقة المستقبل)، وذلك بهدف تسليط الضوء على الجرائم والانتهاكات التي تعرّض لها الشعب العراقي على يد النظام البعثي البائد والجماعات التكفيرية.

ويأتي هذا المهرجان كجهد توثيقي وتوعوي لتثبيت الذاكرة الوطنية، وتعريف الأجيال الجديدة بما مرّ به العراقيون من معاناة، من أجل تحصينهم ضد محاولات تزييف التاريخ أو التهوين من حجم الكوارث التي خلفها القمع والاستبداد.

وفي إطار فعاليات المهرجان، استضافت كلية العلوم في جامعة الكوفة معرضًا توثيقيًا خاصًا بمتحف أدوات التعذيب التي كان يستخدمها حزب البعث ضد المعتقلين، وذلك بالتعاون مع مؤسسة الشهداء. وتضمن المعرض عرضًا واقعيًا لأدوات التعذيب الأصلية، إلى جانب شهادات حيّة من ناجين وثّقوا تجاربهم المؤلمة داخل المعتقلات البعثية.

وحظي المعرض بحضور واسع من الطلبة والأساتذة والمهتمين، الذين عبّروا عن تأثرهم العميق بالمشاهد التوثيقية، مؤكدين أهمية هذه المبادرات في حفظ الذاكرة الوطنية، وتعزيز قيم العدالة وحقوق الإنسان.
ويأمل القائمون على المهرجان أن تكون هذه الفعاليات منطلقًا سنويًا لتجديد العهد مع ضحايا الاستبداد، وترسيخ ثقافة الوعي التاريخي، بما يسهم في بناء مجتمع متماسك يعترف بآلامه ويتطلع إلى مستقبل أكثر عدلاً وإنصافًا.

