
أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش -بشدة- هجمات قوات الدعم السريع التي استهدفت مدينة الفاشر ومخيمَي زمزم وأبو شوك للنازحين في ولاية شمال دارفور بالسودان، والتي أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين، من بينهم أكثر من 20 طفلاً، بالإضافة إلى مقتل ما لا يقل عن تسعة من العاملين في المجال الإنساني، في أثناء تشغيلهم أحد آخر المراكز الصحية المتبقية في المنطقة.
وأشار غوتيريش -في بيان صدر الأحد- إلى أن منطقة الفاشر تعاني حصاراً خانقاً منذ أكثر من عام، ما حرم مئات الآلاف من الحصول على المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، وسط توثيق لحالات مجاعة في مخيم زمزم ومناطق نزوح أخرى، كما شدد على أن الهجمات ضد المدنيين، واستهداف طواقم الإغاثة، تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، داعياً إلى مساءلة المسؤولين عن هذه الفظائع، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين الراغبين في المغادرة وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وقال الأمين العام: “يجب تقديم مرتكبي هذه الهجمات إلى العدالة”، مطالباً بفتح وصول إنساني آمن ومستدام إلى الفاشر والمناطق المحيطة، ولا سيما مخيم زمزم، ومع اقتراب الذكرى الثانية لبداية النزاع في 15 أبريل، حث غوتيريش جميع الأطراف على وقف فوري للقتال والانخراط في عملية سياسية شاملة تعيد البلاد إلى مسار السلام.
من جهتها، أعربت منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، عن “جزعها وقلقها الشديد” إزاء التصعيد الدموي، معتبرة أن هذه الهجمات تمثل حلقة جديدة في سلسلة من الانتهاكات الوحشية التي تستهدف النازحين وعمال الإغاثة، وقالت: “العائلات التي فرّت مراراً من العنف تجد نفسها مجدداً عالقة في مرمى النيران، دون ملاذ آمن. يجب أن ينتهي هذا الآن”.
وأكدت المسؤولة الأممية أن الجهود المتواصلة للانخراط مع الأطراف المتصارعة بهدف تسهيل الوصول الإنساني إلى المدنيين في الفاشر والمخيمات المحيطة، بما في ذلك زمزم، لم تثمر حتى الآن، كما عبّرت عن قلق بالغ إزاء تصاعد وتيرة العنف في عموم دارفور، مطالبة بوقف فوري وشامل للقتال في أنحاء البلاد كافة، مؤكدة أنه “لا يمكن للعالم أن يواصل غض الطرف عن هذه الفظائع”.
واندلع النزاع في السودان في أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وتسببت الحرب في مقتل الآلاف وتشريد أكثر من 8 ملايين شخص داخل البلاد وخارجها، إضافة إلى انهيار واسع في البنية التحتية والخدمات الأساسية، وتُعد دارفور من أكثر المناطق تضرراً، حيث تتواصل الاشتباكات والهجمات العنيفة ضد المدنيين وسط تقارير متكررة عن انتهاكات جسيمة، بما في ذلك القتل الجماعي، والاغتصاب، وحرمان السكان من المساعدات الإنسانية.